سنه 16
يقول: حسبنا الله و نعم الوكيل! و اللهلينصرن الله وليه، و ليظهرن الله دينه، وليهزمن الله عدوه، ان لم يكن في الجيش بغىاو ذنوب تغلب الحسنات.
فقال له سلمان: الاسلام جديد، ذللت لهم والله البحور كما ذلل لهم البر، اما و الذىنفس سلمان بيده ليخرجن منه أفواجا كمادخلوه أفواجا فطبقوا الماء حتى ما يرىالماء من الشاطئ، و لهم فيه اكثر حديثامنهم في البر لو كانوا فيه، فخرجوا منه-كما قال سلمان- لم يفقدوا شيئا، و لم يغرقمنهم احد.
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن ابىعمر دثار، عن ابى عثمان النهدي، انهمسلموا من عند آخرهم الا رجلا من بارق يدعىغرقده، زال عن ظهر فرس له شقراء، كأني انظرإليها تنفض اعرافها عريا و الغريق طاف،فثنى القعقاع بن عمرو عنان فرسه اليه،فاخذ بيده فجره حتى عبر، فقال البارقى- وكان من أشد الناس: اعجز الاخوات ان يلدنمثلك يا قعقاع! و كان للقعقاع فيهم خؤولة.
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحه و المهلب و عمرو و سعيد، قالوا: فماذهب لهم في الماء يومئذ الا قدح كانتعلاقته رثه، فانقطعت، فذهب به الماء، فقالالرجل الذى كان يعاوم صاحب القدح معيرا له:اصابه القدر فطاح، فقال: و الله انى لعلىجديله ما كان الله ليسلبنى قدحى من بين اهلالعسكر فلما عبروا إذا رجل ممن كان يحمىالفراض، قد سفل حتى طلع عليه اوائل الناس،و قد ضربته الرياح و الأمواج حتى وقع الىالشاطئ، فتناوله برمحه، فجاء به الىالعسكر فعرفه، فأخذه صاحبه، و قال للذيكان يعاومه: ا لم اقل لك! و صاحبه حليفلقريش من عنز، يدعى مالك بن عامر، و الذىقال: طاح يدعى عامر بن مالك.
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عنالقاسم بن الوليد، عن عمير الصائدى، قال:لما اقحم سعد الناس في دجلة اقترنوا،فكان