سنه 16
و خفيفه، و ما قدروا عليه من بيت المال، وبالنساء و الذراري، و تركوا في الخزائن منالثياب و المتاع و الانيه و الفضول والالطاف و الادهان ما لا يدرى ما قيمته، وخلفوا ما كانوا أعدوا للحصار من البقر والغنم و الاطعمه و الاشربه، فكان أول مندخل المدائن كتيبه الأهوال، ثم الخرساء،فأخذوا في سككها لا يلقون فيها أحدا و لايحسونه الا من كان في القصر الأبيض،فأحاطوا بهم و دعوهم، فاستجابوا لسعد علىالجزاء و الذمة، و تراجع اليهم اهلالمدائن على مثل عهدهم، ليس في ذلك ما كانلال كسرى و من خرج معهم، و نزل سعد القصرالأبيض، و سرح زهره في المقدمات في آثارالقوم الى النهروان، فخرج حتى انتهى الىالنهروان، و سرح مقدار ذلك في طلبهم من كلناحيه.
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عنالاعمش، عن حبيب بن صهبان ابى مالك، قال:لما عبر المسلمون يوم المدائن دجلة،فنظروا اليهم يعبرون، جعلوا يقولونبالفارسيه: ديوان آمد و قال بعضهم لبعض: والله ما تقاتلون الانس و ما تقاتلون الاالجن فانهزموا.
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن عطيةبن الحارث و عطاء بن السائب، عن ابىالبختري، قال: كان رائد المسلمين سلمانالفارسي، و كان المسلمون قد جعلوه داعيهاهل فارس قال عطية: و قد كانوا امروه بدعاءاهل بهرسير، و امروه يوم القصر الأبيض،فدعاهم ثلاثا قال عطية و عطاء: و كان دعاؤهإياهم ان يقول: انى منكم في الأصل، و اناارق لكم، و لكم في ثلاث ادعوكم إليها مايصلحكم: ان تسلموا فاخواننا لكم ما لنا وعليكم ما علينا، و الا فالجزية، و الانابذناكم على سواء، ان الله لا يحبالخائنين قال عطية: فلما كان اليوم الثالثفي بهرسير أبوا ان يجيبوا الى شيء،فقاتلهم المسلمون حين أبوا و لما كاناليوم الثالث في المدائن قبل اهل القصرالأبيض و خرجوا، و نزل سعد القصر الأبيض واتخذ