سنه 21
فأجابهم الى ما طلبوا، فاجمعوا علىالقبول، و عزموا على اتيان حذيفة، فخدعهمدينار- و هو دون أولئك الملوك، و كان ملكا،الا ان غيره منهم كان ارفع منه، و كاناشرفهم قارن- و قال: لا تلقوهم في جمالكم ولكن تقهلوا لهم، ففعلوا، و خالفهم فأتاهمفي الديباج و الحلى، و اعطاهم حاجتهم واحتمل للمسلمين ما أرادوا، فعاقدوهعليهم، و لم يجد الآخرون بدا من متابعته والدخول في امره، فقيل ماه دينار لذلك فذهبحذيفة بماه دينار، و قد كان النعمان عاقدبهراذان على مثل ذلك، فنسبت الى بهراذان،و وكل النسير بن ثور بقلعه قد كان لجأإليها قوم فجاهدهم، فافتتحها فنسبت الىالنسير، و قسم حذيفة لمن خلفوا بمرجالقلعة و لمن اقام بغضي شجر و لأهل المسالحجميعا في فيء نهاوند مثل الذى قسم لأهلالمعركة، لانهم كانوا ردءا للمسلمين لئلايؤتوا من وجه من الوجوه و تململ عمر تلكالليلة التي كان قدر للقائهم، و جعل يخرج ويلتمس الخبر، فبينا رجل من المسلمين قدخرج في بعض حوائجه، فرجع الى المدينةليلا، فمر به راكب في الليلة الثالثه منيوم نهاوند يريد المدينة فقال: يا عبدالله، من اين اقبلت؟
قال: من نهاوند، قال: ما الخبر؟ قال: الخبرخير، فتح الله على النعمان، و استشهد، واقتسم المسلمون فيء نهاوند، فأصابالفارس سته آلاف.
و طواه الراكب حتى انغمس في المدينة، فدخلالرجل، فبات فاصبح فتحدث بحديثه، و نمىالخبر حتى بلغ عمر، و هو فيما هو فيه،فأرسل اليه، فسأله فاخبره، فقال: صدق وصدقت، هذا عثيم بريد الجن، و قد راى بريدالانس، فقدم عليه طريف بالفتح بعد ذلك،فقال: الخبر! فقال: ما عندي اكثر من الفتح،خرجت و المسلمون في الطلب و هم على رجل، وكتمه الا ما سره.
ثم خرج و خرج معه اصحابه، فأمعن، فرفع لهراكب، فقال: قولوا، فقال عثمان بن عفان:السائب، فقال: السائب، فلما دنا منه قال:ما وراءك؟