سنه 21
قد اجتمع له من اهل أصبهان عليهمالاستندار، و كان على مقدمته شهر برازجاذويه، شيخ كبير في جمع عظيم، فالتقىالمسلمون و مقدمه المشركين برستاق منرساتيق أصبهان، فاقتتلوا قتالا شديدا، ودعا الشيخ الى البراز، فبرز له عبد الله بنورقاء، فقتله و انهزم اهل أصبهان، و سمىالمسلمون ذلك الرستاق رستاق الشيخ، فهواسمه الى اليوم و دعا عبد الله ابن عبدالله من يليه، فسال الاستندار الصلح،فصالحهم، فهذا أول رستاق أخذ من أصبهان ثمسار عبد الله من رستاق الشيخ نحو جى حتىانتهى الى جى و الملك بأصبهان يومئذالفاذوسفان، و نزل بالناس على جى،فحاصرهم، فخرجوا اليه بعد ما شاء الله منزحف، فلما التقوا قال الفاذوسفان لعبدالله: لا تقتل اصحابى، و لا اقتل أصحابك، ولكن ابرز لي، فان قتلتك رجع أصحابك و انقتلتني سالمك اصحابى، و ان كان اصحابى لايقع لهم نشابه فبرز له عبد الله و قال: اماان تحمل على، و اما ان احمل عليك، فقال:احمل عليك، فوقف له عبد الله، و حمل عليهالفاذوسفان، فطعنه، فأصاب قربوس سرجهفكسره، و قطع اللبب و الحزام، و زال اللبدو السرج، و عبد الله على الفرس، فوقع عبدالله قائما، ثم استوى على الفرس عريا، وقال له: اثبت، فحاجزه، و قال: ما أحب اناقاتلك، فانى قد رايتك رجلا كاملا و لكنارجع معك الى عسكرك فاصالحك، و ادفعالمدينة إليك، على ان من شاء اقام و دفعالجزية و اقام على ماله، و على ان تجرى منأخذتم ارضه عنوه مجراهم، و يتراجعون، و منابى ان يدخل فيما دخلنا فيه ذهب حيث شاء، ولكم ارضه قال:
لكم ذلك.
و قدم عليه ابو موسى الأشعري من ناحيهالاهواز، و قد صالح الفاذوسفان عبد اللهفخرج القوم من جى، و دخلوا في الذمة الاثلاثين رجلا من اهل أصبهان خالفوا قومهم وتجمعوا فلحقوا بكرمان في حاشيتهم، لجمعكان بها، و دخل عبد الله و ابو موسى جى- و جىمدينه أصبهان- و كتب بذلك