سنه 22
العلف و سمعه الوليد بن عبد شمس، يقول: ماصحبت قوما قط الا آثرتهم، و و الله مامنعني ان اكذب شهود البصره الا صحبتهم، ولئن صحبتكم لامنحنكم خيرا فقال الوليد: ماذهب بأرضنا غيرك، و لا جرم لا تعمل علينافخرج و خرج معه نفر، فقالوا: لا حاجه لنا فيابى موسى، قال: و لم؟ قالوا: غلام له يتجرفي حشرنا فعزله عنهم و صرفه الى البصره، وصرف عمر بن سراقه الى الجزيرة و قال لأصحابابى موسى الذين شخصوا في عزله من اهلالكوفه: اقوى مشدد أحب إليكم أم ضعيف مؤمن؟فلم يجد عندهم شيئا، فتنحى، فخلا في ناحيهالمسجد، فنام فأتاه المغيره بن شعبه فكلاهحتى استيقظ، فقال: ما فعلت هذا يا اميرالمؤمنين الا من عظيم، فهل نابك من نائب؟قال: و اى نائب اعظم من مائه الف لا يرضونعن امير، و لا يرضى عنهم امير! و قال في ذلكما شاء الله.
و اختطت الكوفه حين اختطت على مائه الفمقاتل، و أتاه اصحابه، فقالوا: يا اميرالمؤمنين، ما شانك؟ قال: شأني اهل الكوفهقد عضلوا بي.
و اعاد عليهم عمر المشورة التي استشارفيها، فأجابه المغيره فقال: اما الضعيفالمسلم فضعفه عليك و على المسلمين و فضلهله، و اما القوى المشدد فقوته لك وللمسلمين، و شداده عليه و له فبعثه عليهم.
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمدبن عبد الله، عن سعيد بن عمرو، ان عمر قالقبل ان استعمل المغيره: ما تقولون في توليهرجل ضعيف مسلم او رجل قوى مشدد؟ فقالالمغيره: اما الضعيف المسلم فان اسلامهلنفسه و ضعفه عليك، و اما القوى المشدد فانشداده لنفسه و قوته للمسلمين قال: فاناباعثوك يا مغيره فكان المغيره عليها حتىمات عمر رضى الله تعالى عنه و ذلك نحو منسنتين و زياده فلما ودعه المغيره للذهابالى الكوفه، قال له: يا مغيره ليأمنكالأبرار، و ليخفك الفجار.
ثم اراد عمر ان يبعث سعدا على عمل المغيرهفقتل قبل ان يبعثه، فاوصى به، و كان من سنهعمر و سيرته ان يأخذ عماله بموافاه الحج فيكل سنه