سنه 22
للسياسة، و ليحجزهم بذلك عن الرعية، وليكون لشكاه الرعية وقتا و غاية ينهونهافيه اليه.
و في هذه السنه غزا الأحنف بن قيس- في قولبعضهم خراسان- و حارب يزدجرد، و اما فيروايه سيف فان خروج الأحنف الى خراسان كانفي سنه ثمان عشره من الهجره
ذكر مصير يزدجرد الى خراسان و ما كانالسبب في ذلك
اختلف اهل السير في سبب ذلك و كيف كانالأمر فيه، فاما ما ذكره سيف عن اصحابه فيذلك، فانه فيما كتب به الى السرى، عن شعيب،عن سيف، عن محمد و طلحه و المهلب و عمرو،قالوا: كان يزدجرد بن شهريار بن كسرى- و هويومئذ ملك فارس- لما انهزم اهل جلولاء خرجيريد الري، و قد جعل له محمل واحد يطبق ظهربعيره، فكان إذا سار نام فيه و لم يعرسبالقوم فانتهوا به الى مخاضه و هو نائم فيمحمله، فانبهوه ليعلم، و لئلا يفزع إذاخاض البعير ان هو استيقظ، فعنفهم و قال:بئسما صنعتم! و الله لو تركتموني لعلمت مامده هذه الامه، انى رايت انى و محمداتناجينا عند الله، فقال له: املكهم مائهسنه، فقال: زدني، فقال: عشرا و مائه سنه،فقال: زدني، فقال: عشرين و مائه سنه، فقال:زدني، فقال: لك.
و انبهتمونى، فلو تركتموني لعلمت ما مدههذه الامه.
فلما انتهى الى الري، و عليها آبانجاذويه، وثب عليه فأخذه، فقال:
يا آبان جاذويه، تغدر بي! قال: لا، و لكن قدتركت ملكك، و صار في يد غيرك، فاحببت اناكتتب على ما كان لي من شيء، و ما اردتغير ذلك و أخذ خاتم يزدجرد و وصل الادم، واكتتب الصكاك و سجل السجلات بكل ما اعجبه،ثم ختم عليها و رد الخاتم ثم اتى بعد سعدافرد عليه كل شيء في كتابه و لما صنع آبانجاذويه بيزدجرد ما صنع