سنه 22
بفتح خاقان و يزدجرد الى عمر، و بعث اليهبالأخماس، و وفد اليه الوفود.
قالوا: و لما عبر خاقان النهر، و عبرت معهحاشيه آل كسرى، او من أخذ نحو بلخ منهم معيزدجرد، لقوا رسول يزدجرد الذى كان بعثالى ملك الصين، و اهدى اليه معه هدايا، ومعه جواب كتابه من ملك الصين فسألوه عماوراءه، فقال: لما قدمت عليه بالكتاب والهدايا كافانا بما ترون- و اراهم هديته وأجاب يزدجرد، فكتب اليه بهذا الكتاب بعدما كان قال لي: قد عرفت ان حقا على الملوكانجاد الملوك على من غلبهم، فصف لي صفههؤلاء القوم الذين اخرجوكم من بلادكم،فانى أراك تذكر قله منهم و كثره منكم، و لايبلغ امثال هؤلاء القليل الذين تصف منكمفيما اسمع من كثرتكم الا بخير عندهم و شرفيكم، فقلت: سلني عما احببت، فقال: ا يوفونبالعهد؟ قلت: نعم، قال: و ما يقولون لكم قبلان يقاتلوكم؟ قلت: يدعوننا الى واحده منثلاث: اما دينهم فان اجبناهم اجرونامجراهم، او الجزية و المنعه، او المنابذةقال: فكيف طاعتهم امراءهم؟ قلت: اطوع قوملمرشدهم، قال: فما يحلون و ما يحرمون؟
فاخبرته، فقال: ا يحرمون ما حلل لهم، اويحلون ما حرم عليهم؟ قلت لا، قال: فانهؤلاء القوم لا يهلكون ابدا حتى يحلواحرامهم و يحرموا حلالهم ثم قال: أخبرني عنلباسهم، فاخبرته، و عن مطاياهم، فقلت:
الخيل العراب- و وصفتها- فقال: نعمت الحصونهذه! و وصفت له الإبل و بروكها و انبعاثهابحملها، فقال: هذه صفه دواب طوال الأعناق.
و كتب معه الى يزدجرد كتابا: انه لم يمنعنيان ابعث إليك بجيش اوله بمرو و آخره بالصينالجهاله بما يحق على، و لكن هؤلاء القومالذين وصف لي رسولك صفتهم لو يحاولونالجبال لهدوها، و لو خلى سربهم