سنه 22
ازالونى ما داموا على ما وصف، فسالمهم وارض منهم بالمساكنه، و لا تهجم ما لميهيجوك و اقام يزدجرد و آل كسرى بفرغانه،معهم عهد من خاقان و لما وقع الرسول بالفتحو الوفد بالخبر و معهم الغنائم بعمر بنالخطاب من قبل الأحنف، جمع الناس و خطبهم،و امر بكتاب الفتح فقرئ عليهم، فقال فيخطبته: ان الله تبارك و تعالى ذكر رسوله (ص)و ما بعثه به من الهدى، و وعد على اتباعه منعاجل الثواب و آجله خير الدنيا و الآخرةفقال: «هو الذى ارسل رسوله بالهدى و دينالحق ليظهره على الدين كله و لو كرهالمشركون»، فالحمد الذى انجز وعده، و نصرجنده الا ان الله قد اهلك ملك المجوسية، وفرق شملهم، فليسوا يملكون من بلادهم شبرايضر بمسلم الا و ان الله قد اورثكم ارضهم وديارهم و أموالهم و ابناءهم، لينظر كيفتعملون! الا و ان المصرين من مسالحها اليومكأنتم و المصرين فيما مضى من البعد، و قدوغلوا في البلاد، و الله بالغ امره، و منجزوعده، و متبع آخر ذلك اوله، فقوموا في امرهعلى رجل يوف لكم بعهده، و يؤتكم وعده، و لاتبدلوا و لا تغيروا، فيستبدل الله بكمغيركم، فانى لا اخاف على هذه الامه ان تؤتىالا من قبلكم.
قال ابو جعفر: ثم ان ادانى اهل خراسان واقاصيه اعترضوا زمان عثمان ابن عفانلسنتين خلتا من امارته، و سنذكر بقية خبرانتقاضهم في موضعه ان شاء الله مع مقتليزدجرد.
و حج بالناس في هذه السنه عمر بن الخطاب، وكانت عماله على الأمصار فيها عماله الذينكانوا عليها في سنه احدى و عشرين غيرالكوفه و البصره، فان عامله على الكوفه وعلى الاحداث كان المغيره بن شعبه، و علىالبصره أبا موسى الأشعري