سنه 22
فبعث به مع رجل، و بالفتح و كان الرسل والوفد يجازون و تقضى لهم حوائجهم، فقال لهساريه: استقرض ما تبلغ به و ما تخلفه لأهلكعلى جائزتك فقدم الرجل البصره، ففعل، ثمخرج فقدم على عمر، فوجده يطعم الناس، و معهعصاه التي يزجر بها بعيره، فقصد له، فاقبلعليه بها، فقال: اجلس، فجلس حتى إذا اكلالقوم انصرف عمر، و قام فاتبعه، فظن عمرانه رجل لم يشبع، فقال حين انتهى الى بابداره: ادخل- و قد امر الخباز ان يذهببالخوان الى مطبخ المسلمين- فلما جلس فيالبيت اتى بغدائه خبز و زيت و ملح جريش،فوضع و قال:
ا لا تخرجين يا هذه فتاكلين؟ قالت: انىلاسمع حس رجل، فقال: اجل، فقالت: لو اردت انابرز للرجال اشتريت لي غير هذه الكسوة،فقال:
ا و ما ترضين ان يقال: أم كلثوم بنت على وامراه عمر! فقالت: ما اقل غناء ذلك عنى! ثمقال للرجل: ادن فكل، فلو كانت راضيه لكاناطيب مما ترى، فأكلا حتى إذا فرغ قال: رسولساريه بن زنيم يا امير المؤمنين.
فقال: مرحبا و أهلا، ثم ادناه حتى مستركبته ركبته، ثم ساله عن المسلمين، ثمساله عن ساريه بن زنيم، فاخبره، ثم اخبرهبقصة الدرج، فنظر اليه ثم صاح به، ثم قال:لا و لا كرامة حتى تقدم على ذلك الجندفتقسمه بينهم فطرده، فقال: يا اميرالمؤمنين، انى قد أنضيت ابلى و استقرضت فيجائزتي، فأعطني ما اتبلغ به، فما زال عنهحتى ابدله بعيرا ببعيره من ابل الصدقه، وأخذ بعيره فادخله في ابل الصدقه، و رجعالرسول مغضوبا عليه محروما حتى قدمالبصره، فنفذ لامر عمر، و قد كان ساله اهلالمدينة عن ساريه، و عن الفتح و هل سمعواشيئا يوم الوقعه؟ فقال:
نعم، سمعنا: يا ساريه، الجبل، و قد كدنانهلك، فلجانا اليه، ففتح الله علينا.
كتب الى السرى، عن شعيب عن سيف، عنالمجالد، عن الشعبى، مثل حديث عمرو