سنه 23
ان يصيبوا منها شيئا، فيخفروا فتم اهلسجستان على الخراج و المسلمون علىالإعطاء، فكانت سجستان اعظم من خراسان، وابعد فروجا، يقاتلون القندهار و الترك وامما كثيره، و كانت فيما بين السند الى نهربلخ بحياله، فلم تزل اعظم البلدين، و اصعبالفرجين، و أكثرهما عددا و جندا، حتى زمانمعاويه، فهرب الشاه من أخيه- و اسم أخيالشاه يومئذ رتبيل- الى بلد فيها يدعى آمل،و دانوا لسلم بن زياد، و هو يومئذ علىسجستان، ففرح بذلك و عقد لهم، و انزلهمبتلك البلاد، و كتب الى معاويه بذلك يرىانه قد فتح عليه فقال معاويه: ان ابن أخيليفرح بأمر انه ليحزنني و ينبغى له انيحزنه، قالوا: و لم يا امير المؤمنين؟ قال:لان آمل بلده بينها و بين زرنج صعوبة وتضايق، و هؤلاء قوم نكر غدر، فيضطرب الحبلغدا، فأهون ما يجيء منهم ان يغلبوا علىبلاد آمل بأسرها و تم لهم على عهد ابنزياد، فلما وقعت الفتنة بعد معاويه كفرالشاه، و غلب على آمل، و خاف رتبيل الشاهفاعتصم منه بمكانه الذى هو به اليوم، و لميرضه ذلك حين تشاغل الناس عنه حتى طمع فيزرنج، فغزاها فحصرهم حتى اتتهم الامداد منالبصره، فصار رتبيل و الذين جاءوا معه،فنزلوا تلك البلاد شجا لم ينتزع الىاليوم، و قد كانت تلك البلاد مذلله الى انمات معاويه
فتح مكران
قالوا: و قصد الحكم بن عمرو التغلبىلمكران، حتى انتهى إليها، و لحق به شهاب بنالمخارق بن شهاب، فانضم اليه، و امده سهيلبن عدى، و عبد الله بن عبد الله بن عتبانبأنفسهما، فانتهوا الى دوين النهر، و قدانفض اهل مكران اليه حتى نزلوا على شاطئه،فعسكروا، و عبر اليهم راسل ملكهم ملكالسند، فازدلف بهم مستقبل المسلمين.
فالتقوا فاقتتلوا بمكان من مكران منالنهر على ايام، بعد ما كان