سنه 23
قد انتهى اليه اوائلهم، و عسكروا به ليلحقاخراهم، فهزم الله راسل و سلبه، و أباحالمسلمين عسكره، و قتلوا في المعركة مقتلهعظيمه، و اتبعوهم يقتلونهم أياما، حتىانتهوا الى النهر ثم رجعوا فأقاموابمكران.
و كتب الحكم الى عمر بالفتح، و بعثبالأخماس مع صحار العبدى، و استامره فيالفيله، فقدم صحار على عمر بالخبر والمغانم، فسأله عمر عن مكران- و كان لايأتيه احد الا ساله عن الوجه الذى يجيءمنه- فقال: يا امير المؤمنين، ارض سهلهاجبل، و ماؤها وشل، و تمرها دقل، و عدوهابطل، و خيرها قليل، و شرها طويل، و الكثيربها قليل، و القليل بها ضائع، و ما وراءهاشر منها فقال: ا سجاع أنت أم مخبر؟
قال: لا بل مخبر، قال: لا، و الله لا يغزوهاجيش لي ما اطعت، و كتب الى الحكم بن عمرو والى سهيل الا يجوزن مكران احد من جنودكما،و اقتصرا على ما دون النهر، و امره ببيعالفيله بأرض الاسلام، و قسم أثمانها علىمن أفاءها الله عليه.
و قال الحكم بن عمرو في ذلك:
لقد شبع الأرامل غير فخر
أتاهم بعد مسغبه و جهد
فانى لا يذم الجيش فعلى
و لا سيفي يذم ولا سنانى
بفيء جاءهممن مكران
و قد صفر الشتاءمن الدخان
و لا سيفي يذم ولا سنانى
و لا سيفي يذم ولا سنانى