سنه 23
ظفر الجنود، و قد فتح الله على الربيع بنزياد اهل بيروذ من نهر تيرى، و أخذ ما كانمعهم من السبى، فتنقى ابو موسى رجالا منهمممن كان لهم فداء- و قد كان الفداء ارد علىالمسلمين من أعيانهم و قيمتهم فيما بينهم-و وفد الوفود و الاخماس، فقام رجل من عنزهفاستوفده، فأبى، فخرج فسعى به فاستجلبهعمر، و جمع بينهما فوجد أبا موسى اعذر الافي امر خادمه، فضعفه فرده الى عمله، و فجرالآخر، و تقدم اليه في الا يعود لمثلها.
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد،و طلحه و المهلب و عمرو، قالوا: لما رجع ابوموسى عن أصبهان بعد دخول الجنود الكور، وقد هزم الربيع اهل بيروذ، و جمع السبى والأموال، فغدا على ستين غلاما من أبناءالدهاقين تنقاهم و عزلهم، و بعث بالفتحالى عمر، و وفد وفدا فجاءه رجل من عنزه،فقال: اكتبني في الوفد، فقال: قد كتبنا منهو أحق منك، فانطلق مغاضبا مراغما، و كتبابو موسى الى عمر: ان رجلا من عنزه يقال لهضبة بن محصن، كان من امره و قص قصته.
فلما قدم الكتاب و الوفد و الفتح على عمرقدم العنزي فاتى عمر فسلم عليه، فقال: منأنت؟ فاخبره، فقال: لا مرحبا و لا أهلا!فقال:
اما المرحب فمن الله، و اما الأهل فلااهل، فاختلف اليه ثلاثا، يقول له هذا و يردعليه هذا، حتى إذا كان في اليوم الرابع،دخل عليه، فقال: ما ذا نقمت على اميرك؟ قال:تنقى ستين غلاما من أبناء الدهاقين لنفسه،و له جاريه تدعى عقيلة، تغدى جفنه و تعشىجفنه، و ليس منا رجل يقدر على ذلك، و لهقفيزان، و له خاتمان، و فوض الى زياد ابنابى سفيان- و كان زياد يلى امور البصره- واجاز الحطيئه بألف.
فكتب عمر كل ما قال