سنه 23
فبعث الى ابى موسى، فلما قدم حجبه أياما،ثم دعا به، و دعا ضبة بن محصن، و دفع اليهالكتاب، فقال: اقرا ما كتبت، فقرا: أخذستين غلاما لنفسه فقال ابو موسى: دللتعليهم و كان لهم فداء ففديتهم، فأخذتهفقسمته بين المسلمين، فقال ضبة: و الله ماكذب و لا كذبت، و قال: له قفيزان، فقال ابوموسى: قفيز لأهلي اقوتهم، و قفيز للمسلمينفي ايديهم، يأخذون به أرزاقهم، فقال ضبة: والله ما كذب و لا كذبت، فلما ذكر عقيلة سكتابو موسى و لم يعتذر، و علم ان ضبة قد صدقهقال: و زياد يلى امور الناس و لا يعرف هذاما يلى، قال: وجدت له نبلا و رايا، فاسندتاليه عملي.
قال: و اجاز الحطيئه بألف، قال: سددت قمهبمالي ان يشتمني، فقال: قد فعلت ما فعلتفرده عمر و قال: إذا قدمت فأرسل الى زيادا وعقيلة، ففعل، فقدمت عقيلة قبل زياد، و قدمزياد فقام بالباب، فخرج عمر و زياد بالبابقائم، و عليه ثياب بياض كتان، فقال له: ماهذه الثياب؟ فاخبره، فقال: كم أثمانها؟فاخبره بشيء يسير، و صدقه، فقال له: كمعطاؤك؟ قال الفان، قال: ما صنعت في أولعطاء خرج لك؟ قال: اشتريت والدتيفأعتقتها، و اشتريت في الثانى ربيبى عبيدافاعتقته، فقال: وفقت، و ساله عن الفرائض والسنن و القرآن، فوجده فقيها فرده، و امرأمراء البصره ان يشربوا برايه، و حبسعقيلة بالمدينة و قال عمر: الا ان ضبةالعنزي غضب على ابى موسى في الحق ان اصابه،و فارقه مراغما ان فاته امر من امورالدنيا، فصدق عليه و كذب، فافسد كذبهصدقه، فإياكم و الكذب، فان الكذب يهدى الىالنار و كان الحطيئه قد لقيه فاجازه فيغزاه بيروذ، و كان ابو موسى قد ابتدأحصارهم و غزاتهم حتى فلهم، ثم جازهم و وكلبهم الربيع، ثم