سنه 16
بأرض المدينة فالبس تاج كسرى على عمودينمن خشب، و صب عليه اوشحته و قلائده وثيابه، و اجلس للناس، فنظر اليه عمر، و نظراليه الناس، فرأوا أمرا عظيما من امرالدنيا و فتنتها، ثم قام عن ذلك، فالبس زيهالذى يليه، فنظروا الى مثل ذلك في غير نوع،حتى اتى عليها كلها، ثم البسه سلاحه، وقلده سيفه، فنظروا اليه في ذلك، ثم وضعه ثمقال: و الله ان أقواما أدوا هذا لذوو امانهو نفل سيف كسرى محلما، و قال:
احمق بأمري من المسلمين غرته الدنيا! هليبلغن مغرور منها الا دون هذا او مثله! و ماخير امرئ مسلم سبقه كسرى فيما يضره و لاينفعه! ان كسرى لم يزد على ان تشاغل بمااوتى عن آخرته، فجمع لزوج امراته او زوجابنته، او امراه ابنه، و لم يقدم لنفسه،فقدم امرؤ لنفسه و وضع الفضول مواضعهاتحصل له، و الا حصلت للثلاثة بعده، و احمقبمن جمع لهم او لعدو جارف! كتب الى السرى،عن شعيب، عن سيف، عن محمد بن كريب، عن نافعبن جبير، قال: قال عمر مقدم الاخماس عليهحين نظر الى سلاح كسرى و ثيابه و حليه، معذلك سيف النعمان بن المنذر، فقال لجبير:
ان أقواما أدوا هذا لذوو امانه! الى منكنتم تنسبون النعمان؟ فقال جبير: كانتالعرب تنسبه الى الاشلاء، أشلاء قنص، وكان احد بنى عجم بن قنص، فقال: خذ سيفهفنفله اياه، فجهل الناس عجم، و قالوا لخم وقالوا جميعا: و ولى عمر سعد بن مالك صلاه ماغلب عليه و حربه، فولى ذلك، و ولى الخراجالنعمان و سويدا ابنى عمرو بن مقرن، سويداعلى ما سقى الفرات، و النعمان على ما سقتدجلة، و عقدوا الجسور، ثم ولى عملهما، واستعفيا حذيفة بن اسيد و جابر بن عمروالمزنى، ثم ولى عملهما بعد حذيفة بناليمان و عثمان بن حنيف.
قال: و في هذه السنه- اعنى سنه ست عشره-كانت وقعه جلولاء، كذلك