سنه 23
مهما محزنا انتظار موافقه الحساب بأخذحقوقكم كيف آخذها، و وضعها اين أضعها، وبالسير فيكم كيف اسير! فربى المستعان، فانعمر اصبح لا يثق بقوة و لا حيله ان لميتداركه الله عز و جل برحمته و عونه وتاييده.
ثم خطب فقال:
ان الله عز و جل قد ولانى امركم، و قد علمتانفع ما بحضرتكم لكم، و انى اسال الله انيعينني عليه، و ان يحرسنى عنده، كما حرسنىعند غيره، و ان يلهمني العدل في قسمكمكالذي امر به، و انى امرؤ مسلم و عبد ضعيف،الا ما اعان الله عز و جل، و لن يغير الذىوليت من خلافتكم من خلقى شيئا ان شاء الله،انما العظمه لله عز و جل، و ليس للعبادمنها شيء، فلا يقولن احد منكم: ان عمرتغير منذ ولى اعقل الحق من نفسي و اتقدم، وأبين لكم امرى، فأيما رجل كانت له حاجه اوظلم مظلمه، او عتب علينا في خلق، فليؤذنى،فإنما انا رجل منكم، فعليكم بتقوى الله فيسركم و علانيتكم، و حرماتكم و اعراضكم، وأعطوا الحق من انفسكم، و لا يحمل بعضكمبعضا على ان تحاكموا الى، فانه ليس بيني وبين احد من الناس هواده، و انا حبيب الىصلاحكم، عزيز على عتبكم و أنتم اناسعامتكم حضر في بلاد الله، و اهل بلد لا زرعفيه و لا ضرع الا ما جاء الله به اليه.
و ان الله عز و جل قد وعدكم كرامة كثيره، وانا مسئول عن أمانتي و ما انا فيه، و مطلععلى ما بحضرتى بنفسي ان شاء الله، لا اكلهالى احد، و لا استطيع ما بعد منه الابالامناء و اهل النصح منكم للعامه، و لستاجعل أمانتي الى احد سواهم ان شاء الله.
و خطب أيضا، فقال بعد ما حمد الله و اثنىعليه و صلى على النبي (ص):
ايها الناس، ان بعض الطمع فقر، و ان بعضالياس غنى، و انكم تجمعون ما لا تاكلون، وتاملون ما لا تدركون، و أنتم مؤجلون في دارغرور كنتم على