سنه 23
ثم جعل لكم سمعا و بصرا و من نعم اللهعليكم نعم عم بها بنى آدم، و منها نعم اختصبها اهل دينكم، ثم صارت تلك النعم خواصها وعوامها في دولتكم و زمانكم و طبقتكم، و ليسمن تلك النعم نعمه وصلت الى امرئ خاصه الالو قسم ما وصل اليه منها بين الناس كلهماتعبهم شكرها، و فدحهم حقها، الا بعونالله مع الايمان بالله و رسوله، فأنتممستخلفون في الارض، قاهرون لأهلها، قد نصرالله دينكم، فلم تصبح أمه مخالفه لدينكمالا امتان، أمه مستعبده للإسلام و اهله،يجزون لكم، يستصفون معايشهم و كدائحهم ورشح جباههم، عليهم المئونة و لكم المنفعه،و أمه تنتظر وقائع الله و سطواته في كل يومو ليله، قد ملا الله قلوبهم رعبا، فليس لهممعقل يلجئون اليه، و لا مهرب يتقون به، قددهمتهم جنود الله عز و جل و نزلت بساحتهم،مع رفاغه العيش، و استفاضه المال، و تتابعالبعوث، و سد الثغور باذن الله، معالعافيه الجليله العامه التي لم تكن هذهالامه على احسن منها مذ كان الاسلام، والله المحمود، مع الفتوح العظام في كل بلدفما عسى ان يبلغ مع هذا شكر الشاكرين و ذكرالذاكرين و اجتهاد المجتهدين، مع هذهالنعم التي لا يحصى عددها، و لا يقدرقدرها، و لا يستطاع أداء حقها الا بعونالله و رحمته و لطفه! فنسأل الله الذى لااله الا هو الذى أبلانا هذا، ان يرزقناالعمل بطاعته، و المسارعة الى مرضاته.
و اذكروا عباد الله بلاء الله عندكم، واستتموا نعمه الله عليكم و في مجالسكممثنى و فرادى، فان الله عز و جل قال لموسى:«اخرج قومك من الظلمات الى النور و ذكرهمبايام الله» و قال لمحمد (ص):
«و اذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون فيالارض» فلو كنتم إذ كنتم مستضعفين محرومينخير الدنيا على شعبه من الحق، تؤمنون بها،و تستريحون إليها، مع المعرفة بالله ودينه، و ترجون بها الخير فيما بعد الموت،لكان ذلك، و لكنكم كنتم أشد الناس معيشة، واثبتهم بالله جهاله فلو كان هذا الذىاستشلاكم