سنه 23
رضى الله عنه و بعض اصحابه يتذاكرونالشعر، فقال بعضهم: فلان اشعر، و قالبعضهم: بل فلان اشعر، قال: فاقبلت، فقالعمر: قد جاءكم اعلم الناس بها، فقال عمر: منشاعر الشعراء يا بن عباس؟ قال: فقلت:
زهير بن ابى سلمى، فقال عمر: هلم من شعرهما نستدل به على ما ذكرت، فقلت: امتدح قومامن بنى عبد الله بن غطفان، فقال:
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم
قوم ابوهم سنان حين تنسبهم
انس إذا أمنوا، جن إذا فزعوا
محسدون على ما كان من نعم
لا ينزع اللهمنهم ماله حسدوا
قومباولهم او مجدهم قعدوا
طابوا و طابمن الأولاد ما ولدوا
مرزءون بهاليل إذا حشدوا
لا ينزع اللهمنهم ماله حسدوا
لا ينزع اللهمنهم ماله حسدوا
فقال عمر: احسن، و ما اعلم أحدا اولى بهذاالشعر من هذا الحى من بنى هاشم! لفضل رسولالله (ص) و قرابتهم منه، فقلت: وفقت يا اميرالمؤمنين، و لم تزل موفقا، فقال: يا بنعباس، ا تدرى ما منع قومكم منهم بعد محمد؟فكرهت ان اجيبه، فقلت: ان لم أكن ادرىفأمير المؤمنين يدريني، فقال عمر: كرهواان يجمعوا لكم النبوه و الخلافه، فتبجحواعلى قومكم بجحا بجحا، فاختارت قريشلأنفسها فاصابت و وفقت فقلت: يا اميرالمؤمنين، ان تاذن لي في الكلام، و تمط عنىالغضب تكلمت.
فقال: تكلم يا بن عباس، فقلت: اما قولك ياامير المؤمنين: اختارت قريش لأنفسهافاصابت و وفقت، فلو ان قريشا اختارتلأنفسها حيث اختار الله عز و جل لها لكانالصواب بيدها غير مردود و لا محسود و اماقولك: انهم كرهوا ان تكون لنا النبوه والخلافه، فان الله عز و جل وصف قومابالكراهية فقال: «ذلك بأنهم كرهوا ما انزلالله فاحبط اعمالهم».
فقال عمر: هيهات و الله يا بن عباس! قد كانتتبلغني عنك أشياء كنت اكره ان افرك عنها،فتزيل منزلتك منى، فقلت: و ما هي يا اميرالمؤمنين؟