سنه 23
فان كانت حقا فما ينبغى ان تزيل منزلتيمنك، و ان كانت باطلا فمثلى اماط الباطل عننفسه، فقال عمر: بلغنى انك تقول: انماصرفوها عنا حسدا و ظلما! فقلت: اما قولك ياامير المؤمنين: ظلما، فقد تبين للجاهل والحليم، و اما قولك: حسدا، فان ابليس حسدآدم، فنحن ولده المحسودون، فقال عمر:هيهات! أبت و الله قلوبكم يا بنى هاشم الاحسدا ما يحول، و ضغنا و غشا ما يزول فقلت:مهلا يا امير المؤمنين، لا تصف قلوب قوماذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرابالحسد و الغش، فان قلب رسول الله (ص) منقلوب بنى هاشم فقال عمر: إليك عنى يا بنعباس، فقلت: افعل، فلما ذهبت لأقوم استحيامنى فقال: يا بن عباس، مكانك، فو الله انىلراع لحقك، محب لما سرك، فقلت: يا اميرالمؤمنين، ان لي عليك حقا و على كل مسلم،فمن حفظه فحفظه أصاب، و من اضاعه فحظهأخطأ.
ثم قام فمضى.
حدثنى احمد بن عمرو، قال: حدثنا يعقوب بنإسحاق الحضرمى، قال: حدثنا عكرمه بن عمار،عن اياس بن سلمه، عن ابيه، قال:
مر عمر بن الخطاب رضى الله عنه في السوق ومعه الدرة، فخفقنى بها خفقه، فأصاب طرفثوبي، فقال: أمط عن الطريق، فلما كان فيالعام المقبل لقيني فقال: يا سلمه، تريدالحج؟ فقلت: نعم، فاخذ بيدي، فانطلق بي الىمنزله فأعطاني ستمائه درهم، و قال: استعنبها على حجك، و اعلم انها بالخفقه التيخفقتك، قلت: يا امير المؤمنين ما ذكرتها!قال: و انا ما نسيتها.
حدثنى عبد الحميد بن بيان، قال أخبرنامحمد بن يزيد، عن اسماعيل ابن ابى خالد، عنسلمه بن كهيل، قال: قال عمر بن الخطاب رضىالله عنه: ايها الرعية: ان لنا عليكم حقاالنصيحه بالغيب، و المعاونة على الخير،انه ليس من حلم أحب الى الله و لا أعم نفعامن حلم امام و رفقه ايها الرعية، انه ليسمن جهل ابغض الى الله و لا أعم شرا من جهلامام و خرقه ايها الرعية، انه من يأخذبالعافية لمن بين ظهرانيه، يؤتى اللهالعافيه من فوقه