سنه 23
و هذا على على المقاعد، فخرج معى حتىدخلنا جميعا على خالي و هو في القبله قائميصلى، فانصرف لما رآنا، ثم التفت الى على وعثمان، فقال:
انى قد سالت عنكما و عن غيركما، فلم أجدالناس يعدلون بكما، هل أنت يا على مبايعىعلى كتاب الله و سنه نبيه و فعل ابى بكر وعمر؟ فقال: اللهم لا، و لكن على جهدي من ذلكو طاقتي فالتفت الى عثمان، فقال: هل أنتمبايعى على كتاب الله و سنه نبيه و فعل ابىبكر و عمر؟ قال: اللهم نعم، فاشار بيده الىكتفيه، و قال: إذا شئتما! فنهضنا حتى دخلناالمسجد، و صاح صائح: الصلاة جامعه- قالعثمان: فتأخرت و الله حياء لما رايت مناسراعه الى على، فكنت في آخر المسجد- قال: وخرج عبد الرحمن بن عوف و عليه عمامته التيعممه بها رسول الله (ص)، متقلدا سيفه، حتىركب المنبر، فوقف وقوفا طويلا، ثم دعا بمالم يسمعه الناس.
ثم تكلم، فقال: ايها الناس، انى قد سألتكمسرا و جهرا عن امامكم، فلم اجدكم تعدلونبأحد هذين الرجلين: اما على و اما عثمان،فقم الى يا على، فقام اليه على، فوقف تحتالمنبر، فاخذ عبد الرحمن بيده، فقال: هلأنت مبايعى على كتاب الله و سنه نبيه و فعلابى بكر و عمر؟ قال:
اللهم لا، و لكن على جهدي من ذلك و طاقتي،قال: فأرسل يده ثم نادى:
قم الى يا عثمان، فاخذ بيده- و هو في موقفعلى الذى كان فيه- فقال: هل أنت مبايعى علىكتاب الله و سنه نبيه و فعل ابى بكر و عمر؟قال: اللهم نعم، قال: فرفع راسه الى سقفالمسجد، و يده في يد عثمان، ثم قال:
اللهم اسمع و اشهد، اللهم انى قد جعلت مافي رقبتي من ذاك في رقبه عثمان قال: و ازدحمالناس يبايعون عثمان حتى غشوه عند المنبر،فقعد عبد الرحمن مقعد النبي (ص) من المنبر،و اقعد عثمان على الدرجة الثانيه، فجعلالناس يبايعونه، و تلكا على، فقال عبدالرحمن:
«فمن نكث فإنما ينكث على نفسه و من اوفىبما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما»،فرجع على يشق الناس، حتى بايع و هو يقول: