سنه 27
فخرجوا حتى قطعوا مصر، فلما وغلوا في ارضإفريقية فأمعنوا انتهوا الى الأجل، و معهالافناء، فاقتتلوا، فقتل الأجل، قتله عبدالله بن سعد و فتح إفريقية سهلها و جبلهاثم اجتمعوا على الاسلام، و حسنت طاعتهم، وقسم عبد الله ما أفاء الله عليهم علىالجند، و أخذ خمس الخمس، و بعث باربعهأخماسه الى عثمان مع ابن وثيمه النصرى، وضرب فسطاطا في موضع القيروان، و وفد وفدا،فشكوا عبد الله فيما أخذ، فقال لهم: انانفلته- و كذلك كان يصنع- و قد امرت له بذلك،و ذاك إليكم الان، فان رضيتم فقد جاز، و انسخطتم فهو رد قالوا: فانا نسخطه، قال: فهورد، و كتب الى عبد الله برد ذلك واستصلاحهم، قالوا: فاعزله عنا، فانا لانريد ان يتأمر علينا، و قد وقع ما وقع،فكتب اليه ان استخلف على إفريقية رجلا ممنترضى و يرضون و اقسم الخمس الذى كنت نفلتكفي سبيل الله، فإنهم قد سخطوا النفل.
ففعل، و رجع عبد الله بن سعد الى مصر و قدفتح إفريقية، و قتل الأجل.
فما زالوا من اسمع اهل البلدان و اطوعهمالى زمان هشام بن عبد الملك، احسن أمهسلاما و طاعه، حتى دب اليهم اهل العراق،فلما دب اليهم دعاه اهل العراق واستثاروهم، شقوا عصاهم، و فرقوا بينهم الىاليوم و كان من سبب تفريقهم انهم ردوا علىاهل الأهواء، فقالوا: انا لا نخالف الأئمةبما تجنى العمال، و لا نحمل ذلك عليهم،فقالوا لهم: انما يعمل هؤلاء بأمر أولئك،فقالوا لهم: لا نقبل ذلك حتى نبورهم، فخرجميسره في بضعه عشر إنسانا حتى يقدم علىهشام، فطلبوا الاذن، فصعب عليهم، فاتواالابرش، فقالوا: ابلغ امير المؤمنين انأميرنا يغزو بنا و بجنده، فإذا أصاب نفلهمدوننا و قال: هم أحق به، فقلنا: هو اخلصلجهادنا، لأنا لا نأخذ منه شيئا، ان كانلنا فهم منه في حل، و ان لم يكن لنا لم نردهو قالوا: إذا حاصرنا مدينه قال: تقدموا واخر جنده، فقلنا: تقدموا، فانه ازدياد فيالجهاد، و مثلكم كفى اخوانه، فوقيناهمبأنفسنا و كفيناهم ثم انهم عمدوا الى