سنه 29
قال الواقدى: و حدثنى داود بن خالد، عن عبدالملك بن عمرو بن ابى سفيان الثقفى، عنعمه، قال: صلى عثمان بالناس بمنى أربعا،فاتى آت عبد الرحمن بن عوف، فقال: هل لك فيأخيك؟ قد صلى بالناس أربعا! فصلى عبدالرحمن باصحابه ركعتين، ثم خرج حتى دخلعلى عثمان، فقال له: ا لم تصل في هذا المكانمع رسول الله (ص) ركعتين؟ قال:
بلى، قال: ا فلم تصل مع ابى بكر ركعتين؟قال: بلى، قال: ا فلم تصل مع عمر ركعتين؟قال: بلى، قال: ا لم تصل صدرا من خلافتكركعتين؟
قال: بلى، قال: فاسمع منى يا أبا محمد، انىاخبرت ان بعض من حج من اهل اليمن و جفاهالناس قد قالوا في عامنا الماضى: ان الصلاةللمقيم ركعتان، هذا امامكم عثمان يصلىركعتين، و قد اتخذت بمكة أهلا، فرايت اناصلى أربعا لخوف ما اخاف على الناس، و اخرىقد اتخذت بها زوجه، ولى بالطائف مال،فربما اطلعته فاقمت فيه بعد الصدر فقالعبد الرحمن ابن عوف: ما من هذا شيء لك فيهعذر، اما قولك: اتخذت أهلا، فزوجتكبالمدينة تخرج بها إذا شئت و تقدم بها إذاشئت، انما تسكن بسكناك و اما قولك: ولى مالبالطائف، فان بينك و بين الطائف مسيرهثلاث ليال و أنت لست من اهل الطائف و اماقولك: يرجع من حج من اهل اليمن و غيرهمفيقولون: هذا امامكم عثمان يصلى ركعتين وهو مقيم، فقد كان رسول الله (ص) ينزل عليهالوحى و الناس يومئذ الاسلام فيهم قليل،ثم ابو بكر مثل ذلك، ثم عمر، فضرب الاسلامبجرانه، فصلى بهم عمر حتى مات ركعتين،فقال عثمان: هذا راى رايته.
قال: فخرج عبد الرحمن فلقى ابن مسعود،فقال: أبا محمد، غير ما يعلم؟ قال: لا، قال:فما اصنع؟ قال: اعمل أنت بما تعلم، فقالابن مسعود: الخلاف شر، قد بلغنى انه صلىأربعا فصليت باصحابى أربعا، فقال عبدالرحمن بن عوف: قد بلغنى انه صلى أربعا،فصليت باصحابى ركعتين، و اما الان فسوفيكون الذى تقول- يعنى نصلى معه أربعا.