سنه 31
نواحي السفن، و جعل يأمرهم بقراءةالقرآن، و يأمرهم بالصبر، و وثبت الروم فيسفن المسلمين على صفوفهم حتى نقضوها،فكانوا يقاتلون على غير صفوف.
قال: فاقتتلوا قتالا شديدا ثم ان الله نصرالمؤمنين، فقتلوا منهم مقتله عظيمه لم ينجمن الروم الا الشريد.
قال: و اقام عبد الله بذات الصواري أيامابعد هزيمه القوم، ثم اقبل راجعا، و جعلمحمد بن ابى حذيفة يقول للرجل: اما و اللهلقد تركنا خلفنا الجهاد حقا، فيقول الرجل:و اى جهاد؟ فيقول: عثمان بن عفان فعل كذا وكذا، و فعل كذا و كذا حتى افسد الناسفقدموا بلدهم و قد افسدهم، و أظهروا منالقول ما لم يكونوا ينطقون به.
قال محمد بن عمر: فحدثني معمر بن راشد، عنالزهري، قال:
خرج محمد بن ابى حذيفة و محمد بن ابى بكرعام خرج عبد الله بن سعد، فاظهرا عيب عثمانو ما غير و ما خالف به أبا بكر و عمر، و اندم عثمان حلال.
و يقولان: استعمل عبد الله بن سعد، رجلاكان رسول الله (ص) أباح دمه و نزل القرآنبكفره، و اخرج رسول الله (ص) قوما و ادخلهم،و نزع اصحاب رسول الله (ص) و استعمل سعيد بنالعاص و عبد الله بن عامر فبلغ ذلك عبدالله بن سعد، فقال:
لا تركبا معنا، فركبا في مركب ما فيه احدمن المسلمين، و لقوا العدو، و كانا اكلالمسلمين قتالا، فقيل لهما في ذلك، فقالا:كيف نقاتل مع رجل لا ينبغى لنا ان نحكمه!عبد الله بن سعد استعمله عثمان، و عثمانفعل و فعل، فافسدا اهل تلك الغزاة، و عاباعثمان أشد العيب فأرسل عبد الله بن سعدإليهما ينهاهما أشد النهى، و قال: و اللهلو لا انى لا ادرى ما يوافق امير المؤمنينلعاقبتكما و حبستكما.
قال الواقدى: و في هذه السنه توفى ابوسفيان بن حرب و هو ابن ثمان و ثمانين سنه.
و في هذه السنه- اعنى سنه احدى و ثلاثين-فتحت في قول الواقدى أرمينية على يدي حبيببن مسلمه الفهري