سنه 33
ما استقامت الأمور لأهل الاسلام يوما و لاليله، و لكن الله يقضيها و يدبرها، و هوبالغ امره، فعاودوا الخبر و قولوه.
فقالوا: لست لذلك أهلا، فقال: اما و اللهان لله لسطوات و نقمات، و انى لخائف عليكمان تتايعوا في مطاوعه الشيطان حتى تحلكممطاوعه الشيطان و معصية الرحمن دار الهوانمن نقم الله في عاجل الأمر، و الخزي الدائمفي الأجل.
فوثبوا عليه، فأخذوا برأسه و لحيته، فقال:مه، ان هذه ليست بأرض الكوفه، و الله لوراى اهل الشام ما صنعتم بي و انا امامهم ماملكت ان انهاهم عنكم حتى يقتلوكم فلعمرىان صنيعكم ليشبه بعضه بعضا، ثم اقام منعندهم، فقال: و الله لا ادخل عليكم مدخلاما بقيت.
ثم كتب الى عثمان: بسم الله الرحمنالرحيم، لعبد الله عثمان امير المؤمنين منمعاويه بن ابى سفيان، اما بعد يا اميرالمؤمنين، فإنك بعثت الى أقواما يتكلمونبالسنه الشياطين و ما يملون عليهم، ويأتون الناس- زعموا- من قبل القرآن،فيشبهون على الناس، و ليس كل الناس يعلم مايريدون، و انما يريدون فرقه، و يقربونفتنه، قد اثقلهم الاسلام و اضجرهم، وتمكنت رقى الشيطان من قلوبهم، فقد أفسدواكثيرا من الناس ممن كانوا بين ظهرانيهم مناهل الكوفه، و لست آمن ان أقاموا وسط اهلالشام ان يغروهم بسحرهم و فجورهم، فارددهمالى مصرهم، فلتكن دارهم في مصرهم الذى نجمفيه نفاقهم، و السلام.
فكتب اليه عثمان يأمره ان يردهم الى سعيدبن العاص بالكوفه، فردهم اليه، فلم يكونواالا اطلق السنه منهم حين رجعوا.
و كتب سعيد الى عثمان يضج منهم، فكتبعثمان الى سعيد ان سيرهم الى عبد الرحمن بنخالد بن الوليد، و كان أميرا على حمص