سنه 33
و كان عمله كله خفيه- فكتب الى عبد الله بنعامر بذلك، فالحقه بمعاويه، فلما قدم عليهوافقه و عنده ثريده فأكل اكلا غريبا، فعرفان الرجل مكذوب عليه، فقال: يا هذا، هلتدرى فيم اخرجت؟ قال: لا، قال: ابلغالخليفة انك لا تاكل اللحم، و رايتك و عرفتان قد كذب عليك، و انك لا ترى التزويج، و لاتشهد الجمعه، قال: اما الجمعه فانى اشهدهافي مؤخر المسجد ثم ارجع في اوائل الناس، واما التزويج فانى خرجت و انا يخطب على، واما اللحم فقد رايت، و لكنى كنت امرا لاآكل ذبائح القصابين منذ رايت قصابا يجرشاه الى مذبحها، ثم وضع السكين علىمذبحها، فما زال يقول: النفاق النفاق، حتىوجبت قال:
فارجع، قال: لا ارجع الى بلد استحل اهلهمنى ما استحلوا و لكنى اقيم بهذا البلدالذى اختاره الله لي و كان يكون فيالسواحل، و كان يلقى معاويه، فيكثر معاويهان يقول: حاجتك؟ فيقول: لا حاجه لي، فلمااكثر عليه، قال: ترد على من حر البصره لعلالصوم ان يشتد على شيئا، فانه يخف على فيبلادكم.
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن ابىحارثة و ابى عثمان، قالا: لما قدم مسيرهاهل الكوفه على معاويه، انزلهم دارا، ثمخلا بهم، فقال لهم و قالوا له، فلما فرغواقال: لم تؤتوا الا من الحمق، و الله ما ارىمنطقا سديدا، و لا عذرا مبينا، و لا حلما ولا قوه، و انك يا صعصعة لاحمقهم، اصنعوا وقولوا ما شئتم ما لم تدعوا شيئا من امرالله، فان كل شيء يحتمل لكم الا معصيته،فاما فيما بيننا و بينكم فأنتم أمراءانفسكم فرآهم بعد و هم يشهدون الصلاة، ويقفون مع قاص الجماعه، فدخل عليهم يوما وبعضهم يقرئ بعضا، فقال: ان في هذا لخلفامما قدمتم به على من النزاع الى امرالجاهلية، اذهبوا حيث شئتم، و اعلموا انكمان لزمتم جماعتكم سعدتم بذلك دونهم، و انلم تلزموها شقيتم بذلك دونهم، و لم تضرواأحدا، فجزوه خيرا،