سنه 34
ابن ربيعه على الباب، و على الحرب القعقاعبن عمرو، و على حلوان عتيبة ابن النهاس، وخلت الكوفه من الرؤساء الا منزوعا اومفتونا.
فخرج يزيد بن قيس و هو يريد خلع عثمان،فدخل المسجد، فجلس فيه، و ثاب اليه الذينكان فيه ابن السوداء يكاتبهم، فانقض عليهالقعقاع، فاخذ يزيد بن قيس، فقال: انمانستعفى من سعيد، قال: هذا ما لا يعرض لكمفيه، لا تجلس لهذا و لا يجتمعن إليك، واطلب حاجتك، فلعمرى لتعطينها فرجع الىبيته و استاجر رجلا، و اعطاه دراهم و بغلاعلى ان ياتى المسيرين و كتب اليهم: لاتضعوا كتابي من ايديكم حتى تجيئوا، فاناهل المصر قد جامعونا فانطلق الرجل، فاتىعليهم و قد رجع الاشتر، فدفع اليهمالكتاب، فقالوا: ما اسمك؟ قال: بغثر،قالوا: ممن؟ قال: من كلب، قالوا: سبع ذليليبغثر النفوس، لا حاجه لنا بك و خالفهمالاشتر، و رجع عاصيا، فلما خرج قال اصحابه:أخرجنا اخرجه الله، لا نجد بدا مما صنع، انعلم بنا عبد الرحمن لم يصدقنا و لميستقلها، فاتبعوه فلم يلحقوه، و بلغ عبدالرحمن انهم قد رحلوا فطلبهم في السواد،فسار الاشتر سبعا و القوم عشرا، فلم يفجاالناس في يوم جمعه الا و الاشتر على بابالمسجد يقول: ايها الناس، انى قد جئتكم منعند امير المؤمنين عثمان، و تركت سعيدايريده على نقصان نسائكم الى مائه درهم و رداهل البلاء منكم الى الفين و يقول: ما بالاشراف النساء، و هذه العلاوة بين هذينالعدلين! و يزعم ان فيئكم بستان قريش، و قدسايرته مرحلة، فما زال يرجز بذلك حتىفارقته، يقول:
ويل لاشراف النساء منى
صمحمح كأنني منجن
صمحمح كأنني منجن
صمحمح كأنني منجن
فاستخف الناس، و جعل اهل الحجى ينهونه فلايسمع منهم، و كانت نفجه، فخرج يزيد، و امرمناديا ينادى: من شاء ان يلحق بيزيد