سنه 35
ابن عمرو الساعدي، مر به عثمان و هو جالسفي ندى قومه، و في يد جبله بن عمرو جامعه،فلما مر عثمان سلم، فرد القوم، فقال جبله:لم تردون على رجل فعل كذا و كذا! قال: ثماقبل على عثمان، فقال: و الله لاطرحن هذهالجامعه في عنقك او لتتركن بطانتك هذه قالعثمان: اى بطانه! فو الله انى لاتخيرالناس، فقال: مروان تخيرته! و معاويهتخيرته! و عبد الله بن عامر بن كريز تخيرته!و عبد الله بن سعد تخيرته! منهم من نزلالقرآن بدمه، و أباح رسول الله (ص) دمه.
قال: فانصرف عثمان، فما زال الناس مجترئينعليه الى هذا اليوم.
قال محمد بن عمر: و حدثنى ابن ابى الزناد،عن موسى بن عقبه، عن ابى حبيبه، قال: خطبعثمان الناس في بعض ايامه، فقال عمرو بنالعاص: يا امير المؤمنين، انك قد ركبتنهابير و ركبناها معك، فتب نتب فاستقبلعثمان القبله و شهر يديه- قال ابو حبيبه:فلم أر يوما اكثر باكيا و لا باكيه منيومئذ- ثم لما كان بعد ذلك خطب الناس، فقاماليه جهجاه الغفاري، فصاح: يا عثمان، الاان هذه شارف قد جئنا بها، عليها عباءه وجامعه، فانزل فلندرعك العباءة، و لنطرحكفي الجامعه، و لنحملك على الشارف، ثمنطرحك في جبل الدخان فقال عثمان: قبحك اللهو قبح ما جئت به! قال ابو حبيبه: و لم يكنذلك منه الا عن ملا من الناس، و قام الىعثمان خيرته و شيعته من بنى اميه فحملوهفادخلوه الدار.
قال ابو حبيبه: فكان آخر ما رايته فيه.
قال محمد: و حدثنى اسامه بن زيد الليثى، عنيحيى بن عبد الرحمن ابن خاطب، عن ابيه،قال: انا انظر الى عثمان يخطب على عصاالنبي (ص) التي كان يخطب عليها و ابو بكر وعمر رضى الله عنهما، فقال له جهجاه: قم يانعثل، فانزل عن هذا المنبر، و أخذ العصافكسرها على ركبته اليمنى، فدخلت شظية منهافيها، فبقى الجرح حتى اصابته الاكله،