سنه 35
اعلقهم الشيطان، و قالوا: لا يخرجنا مماوقعنا فيه الا قتل هذا الرجل، فيشتغل بذلكالناس عنا، و لم يبق خصله يرجون بها النجاةالا قتله فراموا الباب، فمنعهم من ذلكالحسن و ابن الزبير و محمد بن طلحه و مروانبن الحكم و سعيد ابن العاص و من كان منأبناء الصحابه اقام معهم، و اجتلدوا،فناداهم عثمان:
الله الله! أنتم في حل من نصرتي فأبوا،ففتح الباب، و خرج و معه الترس و السيفلينهنههم، فلما راوه ادبر المصريون، وركبهم هؤلاء، و نهنههم فتراجعوا و عظم علىالفريقين، و اقسم على الصحابه ليدخلن،فأبوا ان ينصرفوا، فدخلوا فاغلق الباب دونالمصريين- و قد كان المغيره بن الاخنس بنشريق فيمن حج، ثم تعجل في نفر حجوا معه،فأدرك عثمان قبل ان يقتل و شهد المناوشة، ودخل الدار فيمن دخل و جلس على الباب منداخل، و قال: ما عذرنا عند الله ان تركناك ونحن نستطيع الا ندعهم حتى نموت! فاتخذعثمان تلك الأيام القرآن نحبا، يصلى وعنده المصحف، فإذا أعيا جلس فقرا فيه- وكانوا يرون القراءة في المصحف من العباده-و كان القوم الذين كفكفهم بينه و بينالباب، فلما بقي المصريون لا يمنعهم احدمن الباب و لا يقدرون على الدخول جاءوابنار، فاحرقوا الباب و السقيفة، فتأججالباب و السقيفة، حتى إذا احترق الخشب خرتالسقيفة على الباب، فثار اهل الدار وعثمان يصلى، حتى منعوهم الدخول، و كان أولمن برز لهم المغيره بن الاخنس، و هو يرتجز:
قد علمت جاريه عطبول ذات و شاح و لها جديلانى بنصل السيف خنشليل لامنعن منكم خليلىبصارم ليس بذى فلول.
و خرج الحسن بن على و هو يقول:
لا دينهم ديني و لا انا منهم
حتى اسيرالى طمار شمام
حتى اسيرالى طمار شمام
حتى اسيرالى طمار شمام
و خرج محمد بن طلحه و هو يقول:
انا ابن من حامى عليه بأحد
و رد أحزاباعلى رغم معد
و رد أحزاباعلى رغم معد
و رد أحزاباعلى رغم معد