سنه 35
المسور بن مخرمه، قال: ما زال المصريونكافين عن دمه و عن القتال، حتى قدمت امدادالعراق من البصره و من الكوفه و من الشام،فلما جاءوا شجعوا القوم، و بلغهم انالبعوث قد فصلت من العراق و من مصر من عندابن سعد، و لم يكن ابن سعد بمصر قبل ذلك،كان هاربا قد خرج الى الشام، فقالوا:
نعاجله قبل ان تقدم الامداد قال محمد: وحدثنى الزبير بن عبد الله، عن يوسف بن عبدالله بن سلام، قال: اشرف عثمان عليهم و هومحصور، و قد أحاطوا بالدار من كل ناحيه،فقال: أنشدكم بالله جل و عز، هل تعلمونانكم دعوتم الله عند مصاب امير المؤمنينعمر بن الخطاب رضى الله عنه ان يخير لكم، وان يجمعكم على خيركم! فما ظنكم بالله! اتقولونه: لم يستجب لكم، و هنتم على اللهسبحانه، و أنتم يومئذ اهل حقه من خلقه، وجميع أموركم لم تتفرق! أم تقولون: هان علىالله دينه فلم يبال من ولاه، و الدين يومئذيعبد به الله و لم يتفرق اهله، فتوكلوا اوتخذلوا، و تعاقبوا! أم تقولون: لم يكن أخذعن مشوره، و انما كابرتم مكابرة، فوكلالله الامه إذا عصته لم تشاوروا فيالامام، و لم تجتهدوا في موضع كراهته! أمتقولون: لم يدر الله ما عاقبه امرى، فكنتفي بعض امرى محسنا، و لأهل الدين رضا، فمااحدثت بعد في امرى ما يسخط الله، و تسخطونمما لم يعلم الله سبحانه يوم اختارني وسربلنى سربال كرامته! و أنشدكم بالله، هلتعلمون لي من سابقه خير و سلف خير قدمهالله لي، و اشهدنيه من حقه! و جهاد عدوه حقعلى كل من جاء بعدي ان يعرفوا لي فضلهافمهلا، لا تقتلوني، فانه لا يحل الا قتلثلاثة: رجل زنى بعد احصانه، او كفر بعداسلامه، او قتل نفسا بغير نفس فيقتل بها،فإنكم ان قتلتموني وضعتم السيف علىرقابكم، ثم لم يرفعه الله عز و جل عنكم الىيوم القيامه و لا تقتلوني فإنكم انقتلتموني لم تصلوا من بعدي جميعا ابدا، ولم تقتسموا بعدي فيئا جميعا ابدا، و لنيرفع الله عنكم الاختلاف ابدا.
قالوا له: اما ما ذكرت من استخاره الله عزو جل الناس بعد عمر رضى