سنه 35
و اما الواقدى فانه ذكر ان سعد بن راشدحدثه عن صالح بن كيسان، انه قال: لما قتلعثمان رضى الله عنه قال رجل: يدفن بدير سلعمقبره اليهود، فقال حكيم بن حزام: و اللهلا يكون هذا ابدا و احد من ولد قصى حي، حتىكاد الشر يلتحم، فقال ابن عديس البلوى:ايها الشيخ، و ما يضرك اين يدفن! فقال حكيمبن حزام: لا يدفن الا ببقيع الغرقد حيث دفنسلفه و فرطه، فخرج به حكيم بن حزام في اثنىعشر رجلا، و فيهم الزبير، فصلى عليه حكيمبن حزام قال الواقدى: الثبت عندنا انه صلىعليه جبير بن مطعم قال محمد بن عمر: و حدثنىالضحاك بن عثمان، عن مخرمه بن سليمانالوالبى، قال: قتل عثمان رضى الله عنه يومالجمعه ضحوه، فلم يقدروا على دفنه، وأرسلت نائله ابنه الفرافصه الى حويطب بنعبد العزى و جبير بن مطعم و ابى جهم بنحذيفة و حكيم بن حزام و نيار الأسلمي،فقالوا: انا لا نقدر ان نخرج به نهارا، وهؤلاء المصريون على الباب، فامهلوا حتىكان بين المغرب و العشاء، فدخل القوم،فحيل بينهم و بينه، فقال ابو جهم:
و الله لا يحول بيني و بينه احد الا متدونه، احملوه، فحمل الى البقيع، قال:
و تبعتهم نائله بسراج استسرجته بالبقيع وغلام لعثمان، حتى انتهوا الى نخلات عليهاحائط، فدقوا الجدار، ثم قبروه في تلكالنخلات، و صلى عليه جبير ابن مطعم، فذهبتنائله تريد ان تتكلم، فزبرها القوم، وقالوا: انا نخاف عليه من هؤلاء الغوغاء انينبشوه، فرجعت نائله الى منزلها.
قال محمد: و حدثنى عبد الله بن يزيدالهذلي، عن عبد الله بن ساعده، قال: لبثعثمان بعد ما قتل ليلتين لا يستطيعوندفنه، ثم حمله اربعه:
حكيم بن حزام، و جبير بن مطعم، و نيار بنمكرم، و ابو جهم بن حذيفة، فلما وضع ليصلىعليه، جاء نفر من الانصار يمنعونهم الصلاةعليه، فيهم اسلم بن أوس بن بجره الساعدي، وابو حيه المازنى، في عده، و منعوهم ان يدفنبالبقيع، فقال ابو جهم: ادفنوه، فقد صلىالله عليه و ملائكته، فقالوا:
لا و الله، لا يدفن في مقابر المسلمينابدا، فدفنوه في حش كوكب فلما ملكت بنواميه ادخلوا ذلك الحش في البقيع، فهواليوم مقبره بنى اميه