سنه 35
قال محمد: و حدثنى عبد الله بن موسىالمخزومي، قال: لما قتل عثمان رضى الله عنهأرادوا حز راسه، فوقعت عليه نائله و أمالبنين، فمنعنهم، و صحن و ضربن الوجوه، وخرقن ثيابهن، فقال ابن عديس: اتركوه،فاخرج عثمان و لم يغسل الى البقيع، وأرادوا ان يصلوا عليه في موضع الجنائز،فابت الانصار، و اقبل عمير بن ضابئ و عثمانموضوع على باب، فنزا عليه، فكسر ضلعا منأضلاعه، و قال: سجنت ضابئا حتى مات فيالسجن.
و حدثنى الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال:حدثنا ابو بكر ابن عبد الله بن ابى اويس،قال: حدثنى عم جدي الربيع بن مالك بن ابىعامر، عن ابيه، قال: كنت احد حمله عثمانرضى الله عنه حين قتل: حملناه على باب، و انراسه لتقرع الباب لاسراعنا به، و ان بنا منالخوف لامرا عظيما حتى واريناه في قبره فيحش كوكب.
و اما سيف، فانه روى فيما كتب به الىالسرى، عن شعيب، عنه، عن ابى حارثة و ابىعثمان و محمد و طلحه، ان عثمان لما قتلأرسلت نائله الى عبد الرحمن ابن عديس،فقالت له: انك أمس القوم رحما، و اولاهمبان تقوم بأمري، اغرب عنى هؤلاء الأمواتقال: فشتمها و زجرها، حتى إذا كان في جوفالليل خرج مروان حتى اتى دار عثمان، فأتاهزيد بن ثابت و طلحه بن عبيد الله و على والحسن و كعب بن مالك و عامه من ثم من صحابه،فتوافى الى موضع الجنائز صبيان و نساء،فاخرجوا عثمان فصلى عليه مروان، ثم خرجوابه حتى انتهوا الى البقيع، فدفنوه فيه ممايلى حش كوكب، حتى إذا أصبحوا أتوا اعبدعثمان الذين قتلوا معه فاخرجوهم فرأوهمفمنعوهم من ان يدفنوا، فادخلوهم حش كوكب،فلما امسوا خرجوا بعبدين منهم فدفنوهماالى جنب عثمان، و مع كل واحد منهما خمسهنفر و امراه، فاطمه أم ابراهيم بن عدى، ثمرجعوا فاتوا كنانه بن بشر، فقالوا: انك أمسالقوم بنا رحما، فامر بهاتين الجيفتيناللتين في الدار ان تخرجا، فكلمهم في ذلك،فأبوا، فقال: انا جار لال عثمان من اهل مصرو من لف لفهم، فاخرجوهما فارموا بهما،فجرا بأرجلهما