سنه 35
خلافه امير المؤمنين على بن ابى طالب
و في هذه السنه بويع لعلى بن ابى طالببالمدينة بالخلافة.
ذكر الخبر عن بيعه من بايعه، و الوقت الذىبويع فيه اختلف السلف من اهل السير في ذلك،فقال بعضهم: سال عليا اصحاب رسول الله صلّىالله عليه وسلّم ان يتقلد لهم و للمسلمين،فأبى عليهم، فلما أبوا عليه، و طلبوااليه، تقلد ذلك لهم.
ذكر الرواية بذلك عمن رواه:
حدثنى جعفر بن عبد الله المحمدي، قال:حدثنا عمرو بن حماد و على ابن حسين، قالا:حدثنا حسين عن ابيه، عن عبد الملك بن ابىسليمان الفزارى، عن سالم بن ابى الجعدالاشجعى، عن محمد بن الحنفيه، قال:
كنت مع ابى حين قتل عثمان رضى الله عنه،فقام فدخل منزله، فأتاه اصحاب رسول الله(ص)، فقالوا: ان هذا الرجل قد قتل، و لا بدللناس من امام، و لا نجد اليوم أحدا أحقبهذا الأمر منك، لا اقدم سابقه، و لا اقربمن رسول الله (ص) فقال: لا تفعلوا، فانىأكون وزيرا خير من ان أكون أميرا، فقالوا:لا، و الله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك،قال: ففي المسجد، فان بيعتي لا تكون خفيا،و لا تكون الا عن رضا المسلمين قال سالم بنابى الجعد: فقال عبد الله بن عباس: فلقدكرهت ان ياتى المسجد مخافه ان يشغب عليه، وابى هو الا المسجد، فلما دخل دخلالمهاجرون و الانصار فبايعوه، ثم بايعهالناس.
و حدثنى جعفر، قال: حدثنا عمرو و على،قالا: حدثنا حسين، عن ابيه، عن ابى ميمونه،عن ابى بشير العابدى، قال: كنت بالمدينةحين قتل عثمان رضى الله عنه، و اجتمعالمهاجرون و الانصار، فيهم طلحه و الزبير،فاتوا عليا فقالوا: يا أبا حسن، هلمنبايعك، فقال: لا حاجه لي في امركم، انامعكم فمن اخترتم فقد رضيت به، فاختاروا والله فقالوا: ما نختار