سنه 35
في اثرك لا تجد غيرك، فاما اليوم فان فيبنى اميه من يستحسنون الطلب بان يلزموكشعبه من هذا الأمر، و يشبهون على الناس، ويطلبون مثل ما طلب اهل المدينة، و لا تقدرعلى ما يريدون و لا يقدرون عليه، و لو صارتالأمور اليهم حتى يصيروا في ذلك اموتلحقوقهم، و اترك لها الا ما يعجلون منالشبهه و قال المغيره: نصحته و الله، فلمالم يقبل غششته و خرج المغيره حتى لحق بمكة.
حدثنى الحارث، عن ابن سعد، عن الواقدى،قال: حدثنى ابن ابى سبره، عن عبد المجيد بنسهيل، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة،عن ابن عباس، قال: دعانى عثمان فاستعملنيعلى الحج، فخرجت الى مكة فاقمت للناسالحج، و قرات عليهم كتاب عثمان اليهم، ثمقدمت المدينة و قد بويع لعلى، فأتيته فيداره فوجدت المغيره بن شعبه مستخليا به،فحبسني حتى خرج من عنده، فقلت: ما ذا قال لكهذا؟ فقال: قال لي قبل مرته هذه: ارسل الىعبد الله بن عامر و الى معاويه و الى عمالعثمان بعهودهم تقرهم على اعمالهم ويبايعون لك الناس، فإنهم يهدئون البلاد ويسكنون الناس، فأبيت ذلك عليه يومئذ و قلت:و الله لو كان ساعه من نهار لاجتهدت فيهارأيي، و لا وليت هؤلاء و لا مثلهم يولى قال:ثم انصرف من عندي و انا اعرف فيه انه يرىانى مخطئ، ثم عاد الى الان فقال: انى اشرتعليك أول مره بالذي اشرت عليك و خالفتنيفيه، ثم رايت بعد ذلك رايا، و انا ارى انتصنع الذى رايت فتنزعهم و تستعين بمن تثقبه، فقد كفى الله، و هم اهون شوكه مما كانقال ابن عباس:
فقلت لعلى: اما المره الاولى فقد نصحك، واما المره الآخرة فقد غشك، قال له على: و لمنصحنى؟ قال ابن عباس: لأنك تعلم ان معاويهو اصحابه اهل دنيا، فمتى تثبتهم لا يبالوابمن ولى هذا الأمر، و متى تعزلهم يقولوا:
أخذ هذا الأمر بغير شورى، و هو قتلصاحبنا، و يؤلبون عليك فينتقض عليك اهلالشام و اهل العراق، مع انى لا آمن طلحه والزبير ان يكرا عليك