سنه 35
الدنى في امرى قال: فان كنت قد أبيت علىفانزع من شئت و اترك معاويه، فان لمعاويةجراه، و هو في اهل الشام يسمع منه، و لك حجهفي اثباته، كان عمر بن الخطاب قد ولاهالشام كلها، فقلت: لا و الله، لا استعملمعاويه يومين ابدا فخرج من عندي على مااشار به، ثم عاد فقال لي: انى اشرت عليك بمااشرت به فأبيت على، ثم نظرت في الأمر فإذاأنت مصيب، لا ينبغى لك ان تأخذ امرك بخدعه،و لا يكون في امرك دلسه.
قال: فقال ابن عباس: فقلت لعلى: اما أول مااشار به عليك فقد نصحك، و اما الآخر فغشك،و انا أشير عليك بان تثبت معاويه، فان بايعلك فعلى ان اقلعه من منزله قال على: لا والله، لا أعطيه الا السيف قال:
ثم تمثل بهذا البيت:
ما ميته ان متها غير عاجز
بعار إذا ماغالت النفس غولها
بعار إذا ماغالت النفس غولها
بعار إذا ماغالت النفس غولها
فقلت: يا امير المؤمنين، أنت رجل شجاع لستبارب بالحرب، اما سمعت رسول الله (ص) يقول:الحرب خدعه! فقال على: بلى، فقال ابن عباس:اما و الله لئن أطعتني لاصدرن بهم بعد ورد،و لاتركنهم ينظرون في دبر الأمور لايعرفون ما كان وجهها، في غير نقصان عليك ولا اثم لك فقال: يا بن عباس، لست من هنيئاتكو هنيئات معاويه في شيء، تشير على و ارى،فإذا عصيتك فأطعني قال: فقلت: افعل، انايسر مالك عندي الطاعة.
مسير قسطنطين ملك الروم يريد المسلمين
و في هذه السنه- اعنى سنه خمس و ثلاثين- سارقسطنطين بن هرقل- فيما ذكر محمد بن عمرالواقدى عن هشام بن الغاز، عن عباده بننسى- في الف مركب يريد ارض المسلمين، فسلطالله عليهم قاصفا من الريح فغرقهم، و نجاقسطنطين بن هرقل، فاتى صقليه، فصنعوا لهحماما فدخله فقتلوه فيه، و قالوا: قتلترجالنا.