سنه 17
إليها و لم تعبرها و غلق باب القصر، و كانتالاسواق تكون في موضعه بين يديه، فكانتغوغاؤهم تمنع سعدا الحديث، فلما بنى ادعىالناس عليه ما لم يقل، و قالوا: قال سعد:سكن عنى الصويت و بلغ عمر ذلك، و ان الناسيسمونه قصر سعد، فدعا محمد بن مسلمه،فسرحه الى الكوفه، و قال: اعمد الى القصرحتى تحرق بابه، ثم ارجع عودك على بدئك،فخرج حتى قدم الكوفه، فاشترى حطبا، ثم اتىبه القصر، فاحرق الباب، و اتى سعد فاخبرالخبر، فقال: هذا رسول ارسل لهذا من الشان،و بعث لينظر من هو؟ فإذا هو محمد بن مسلمه،فأرسل اليه رسولا بان ادخل، فأبى فخرجاليه سعد، فاراده على الدخول و النزول،فأبى، و عرض عليه نفقه فلم يأخذ، و دفعكتاب عمر الى سعد: بلغنى انك بنيت قصرااتخذته حصنا، و يسمى قصر سعد، و جعلت بينكو بين الناس بابا، فليس بقصرك، و لكنه قصرالخبال، انزل منه منزلا مما يلى بيوتالأموال و اغلقه، و لا تجعل على القصر باباتمنع الناس من دخوله و تنفيهم به عنحقوقهم، ليوافقوا مجلسك و مخرجك من داركإذا خرجت، فحلف له سعد ما قال الذى قالوا ورجع محمد بن مسلمه من فوره، حتى إذا دنا منالمدينة فنى زاده، فتبلغ بلحاء من لحاءالشجر، فقدم على عمر، و قد سنق فاخبره خبرهكله، فقال: فهلا قبلت من سعد! فقال: لو اردتذلك كتبت لي به، او أذنت لي فيه، فقال عمر:ان اكمل الرجال رايا من إذا لم يكن عندهعهد من صاحبه عمل بالحزم، او قال به، و لمينكل، و اخبره بيمين سعد و قوله، فصدق سعداو قال: هو اصدق ممن روى عليه و من أبلغني.
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن عطاءابى محمد، مولى إسحاق بن طلحه، قال: كنتاجلس في المسجد الأعظم قبل ان يبنيه زياد،و ليست له مجنبات و لا مواخير، فأرى منهدير هند و باب الجسر.
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن ابنشبرمة، عن