سنه 36
له، فحمد الله و اثنى عليه، و ذكر عثمانرضى الله عنه و فضله و البلد و ما استحلمنه، و عظم ما اتى اليه، و دعا الى الطلببدمه، و قال: ان في ذلك اعزاز دين الله عز وجل و سلطانه، و اما الطلب بدم الخليفةالمظلوم فانه حد من حدود الله، و انكم انفعلتم أصبتم و عاد امركم إليكم، و ان تركتملم يقم لكم سلطان، و لم يكن لكم نظام.
فتكلم الزبير بمثل ذلك فقال من في ميمنهالمربد: صدقا و برا، و قالا الحق، و امرابالحق و قال من في ميسرته: فجرا و غدرا، وقالا الباطل، و امرا به، قد بايعا ثم جاءايقولان ما يقولان! و تحاثى الناس و تحاصبواو ارهجوا فتكلمت عائشة- و كانت جهوريه يعلوصوتها كثره كأنه صوت امراه جليله- فحمدتالله جل و عز و اثنت عليه، و قالت: كانالناس يتجنون على عثمان رضى الله عنه ويزرون على عماله و يأتوننا بالمدينةفيستشيروننا فيما يخبروننا عنهم، و يرونحسنا من كلامنا في صلاح بينهم، فننظر فيذلك فنجده بريا تقيا وفيا و نجدهم فجرهكذبه يحاولون غير ما يظهرون فلما قووا علىالمكاثره كاثروه فاقتحموا عليه داره، واستحلوا الدم الحرام، و المال الحرام، والبلد الحرام، بلا تره و لا عذر، الا انمما ينبغى لا ينبغى لكم غيره، أخذ قتلهعثمان رضى الله عنه و اقامه كتاب الله عز وجل:
«ا لم تر الى الذين أوتوا نصيبا من الكتابيدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم».
فافترق اصحاب عثمان ابن حنيف فرقتين،فقالت فرقه: صدقت و الله و برت، و جاءت والله بالمعروف، و قال الآخرون: كذبتم والله ما نعرف ما تقولون، فتحاثوا وتحاصبوا و ارهجوا، فلما رات ذلك عائشةانحدرت و انحدر اهل الميمنه مفارقينلعثمان حتى وقفوا في المربد في موضعالدباغين، و بقي اصحاب عثمان على حالهميتدافعون حتى تحاجزوا، و مال بعضهم الىعائشة، و بقي بعضهم مع عثمان على فم السكةو اتى عثمان