سنه 36
فقال عبد الله بن السوداء: بئس الرأي رايت!أنتم يا قتله عثمان من اهل الكوفه بذى قارالفان و خمسمائة او نحو من ستمائه، و هذاابن الحنظلية و اصحابه في خمسه آلافبالاشواق الى ان يجدوا الى قتالكم سبيلا،فارقا على ظلعك.
و قال علباء بن الهيثم: انصرفوا بنا عنهم ودعوهم، فان قلوا كان اقوى لعدوهم عليهم، وان كثروا كان احرى ان يصطلحوا عليكم،دعوهم و ارجعوا فتعلقوا ببلد من البلدانحتى ياتيكم فيه من تتقون به، و امتنعوا منالناس.
فقال ابن السوداء: بئس ما رايت! ود و اللهالناس انكم على جديله، و لم تكونوا معاقوام برآء، و لو كان ذلك الذى تقوللتخطفكم كل شيء.
فقال عدى بن حاتم: و الله ما رضيت و لاكرهت، و لقد عجبت من تردد من تردد عن قتلهفي خوض الحديث، فاما إذ وقع ما وقع و نزل منالناس بهذه المنزله، فان لنا عتادا منخيول و سلاح محمودا، فان اقدمتم أقدمنا وان امسكتم احجمنا فقال ابن السوداء: احسنت!و قال سالم بن ثعلبه: من كان اراد بما اتىالدنيا فانى لم ارد ذلك، و الله لئن لقيتهمغدا لا ارجع الى بيتى، و لئن طال بقائى إذاانا لاقيتهم لا يزد على جزر جزور و احلفبالله انكم لتفرقون السيوف فرق قوم لاتصير أمورهم الا الى السيف فقال ابنالسوداء: قد قال قولا.
و قال شريح بن اوفى: أبرموا أموركم قبل انتخرجوا، و لا تؤخروا امرا ينبغى لكمتعجيله، و لا تعجلوا امرا ينبغى لكمتاخيره، فانا عند الناس بشر المنازل، فلاادرى ما الناس صانعون غدا إذا ما همالتقوا! و تكلم ابن السوداء فقال: يا قوم،ان عزكم في خلطه الناس، فصانعوهم، و إذاالتقى الناس غدا فانشبوا القتال، و لاتفرغوهم للنظر، فإذا من أنتم معه لا يجدبدا من ان يمتنع، و يشغل الله عليا و طلحه والزبير و من راى رأيهم عما تكرهون فابصرواالرأي، و تفرقوا عليه و الناس لا يشعرون.
و اصبح على على ظهر، فمضى و مضى الناس حتىإذا انتهى الى عبد القيس نزل بهم و بمن خرجمن اهل الكوفه و هم امام ذلك، ثم ارتحل