سنه 36
لم يتركونا؟ قال: دفعناهم عن أنفسنا، قال:فهل لهم مثل ما عليهم من هذا؟ قال: نعم وقام اليه ابو سلامه الدالاني فقال: ا ترىلهؤلاء القوم حجه فيما طلبوا من هذا الدم،ان كانوا أرادوا الله عز و جل بذلك؟ قال:نعم، قال: فترى لك حجه بتاخيرك ذلك؟ قال:نعم، ان الشيء إذا كان لا يدرك فالحكمفيه احوطه و اعمه نفعا، قال: فما حالنا وحالكم ان ابتلينا غدا؟ قال: انى لأرجو الايقتل احد نقى قلبه لله منا و منهم الاادخله الله الجنه.
و قام اليه مالك بن حبيب، فقال: ما أنتصانع إذا لقيت هؤلاء القوم؟
قال: قد بان لنا و لهم ان الإصلاح الكف عنهذا الأمر، فان بايعونا فذلك، فان أبوا وأبينا الا القتال فصدع لا يلتئم، قال: فانابتلينا فما بال قتلانا؟
قال: من اراد الله عز و جل نفعه ذلك و كاننجاءه و قام على، فخطب الناس فحمد الله واثنى عليه و قال: يا ايها الناس، املكواانفسكم، كفوا ايديكم و السنتكم عن هؤلاءالقوم، فإنهم إخوانكم، و اصبروا على ماياتيكم، و إياكم ان تسبقونا فان المخصومغدا من خصم اليوم.
ثم ارتحل و اقدم و دفع تعبيته التي قدمفيها حتى إذا اطل على القوم بعث اليهم حكيمبن سلامه و مالك بن حبيب: ان كنتم على مافارقتم عليه القعقاع ابن عمرو فكفوا واقرونا ننزل و ننظر في هذا الأمر.
فخرج اليه الأحنف بن قيس و بنو سعدمشمرين، قد منعوا حرقوص ابن زهير، و لايرون القتال مع على بن ابى طالب فقال: ياعلى، ان قومنا بالبصرة يزعمون انك ان ظهرتعليهم غدا انك تقتل رجالهم و تسبى نساءهم.
فقال: ما مثلي يخاف هذا منه، و هل يحل هذاالا ممن تولى و كفر، ا لم تسمع الى قول اللهعز و جل: «لست عليهم بمصيطر. الا من تولى وكفر»، و هم قوم مسلمون! هل أنت مغن عنىقومك؟ قال: نعم،