سنه 17
ذكر فتح الجزيرة
و في هذه السنه- اعنى سنه سبع عشره- افتتحتالجزيرة في روايه سيف و اما ابن إسحاق،فانه ذكر انها افتتحت في سنه تسع عشره منالهجره، و ذكر من سبب فتحها ما حدثنا ابنحميد، قال: حدثنا سلمه عنه، ان عمر كتب الىسعد بن ابى وقاص: ان الله قد فتح علىالمسلمين الشام و العراق، فابعث من عندكجندا الى الجزيرة، و امر عليهم احدالثلاثة: خالد بن عرفطه، او هاشم بن عتبة،او عياض بن غنم.
فلما انتهى الى سعد كتاب عمر، قال: ما اخرامير المؤمنين عياض بن غنم آخر القوم الاانه له فيه هوى ان اوليه، و انا موليهفبعثه و بعث معه جيشا، و بعث أبا موسىالأشعري، و ابنه عمر بن سعد- و هو غلام حدثالسن ليس اليه من الأمر شيء- و عثمان بنابى العاص بن بشر الثقفى، و ذلك في سنه تسععشره فخرج عياض الى الجزيرة، فنزل بجندهعلى الرهاء فصالحه أهلها على الجزية، وصالحت حران حين صالحت الرهاء، فصالحهأهلها على الجزية ثم بعث أبا موسى الأشعريالى نصيبين، و وجه عمر بن سعد الى راسالعين في خيل رداء للمسلمين، و سار بنفسهفي بقية الناس الى دارا، فنزل عليها حتىافتتحها، فافتتح ابو موسى نصيبين، و ذلكفي سنه تسع عشره ثم وجه عثمان بن ابى العاصالى أرمينية الرابعه فكان عندها شيء منقتال، اصيب فيه صفوان بن المعطل السلمىشهيدا.
ثم صالح أهلها عثمان بن ابى العاص علىالجزية، على كل اهل بيت دينار ثم كان فتحقيساريه من فلسطين و هرب هرقل.
و اما في روايه سيف، فان الخبر في ذلك،فيما كتب به الى السرى، عن شعيب، عن سيف،عن محمد و المهلب و طلحه و عمرو و سعيد،قالوا:
خرج عياض بن غنم في اثر القعقاع، و خرجالقواد- يعنى حين كتب عمر الى سعد بتوجيهالقعقاع في اربعه آلاف من جنده مددا لأبيعبيده حين قصدته الروم و هو بحمص- فسلكواطريق الجزيرة على الفراض و غيرها،