سنه 36
قول الله عز و جل: «و ما أصابكم من مصيبهفبما كسبت ايديكم و يعفو عن كثير»، فقال(ص): ما أصاب المسلم في الدنيا من مصيبه فينفسه فبذنب، و ما يعفو الله عز و جل عنهاكثر، و ما اصابه في الدنيا فهو كفاره له وعفو منه لا يعتد عليه فيه عقوبة يومالقيامه، و ما عفا الله عز و جل عنه فيالدنيا فقد عفا عنه، و الله اعظم من انيعود في عفوه.
توجع على على قتلى الجمل و دفنهم و جمعه ماكان في العسكر و البعث به الى البصره
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحه، قالا:
و اقام على بن ابى طالب في عسكره ثلاثةايام لا يدخل البصره، و ندب الناس الىموتاهم، فخرجوا اليهم فدفنوهم، فطاف علىمعهم في القتلى، فلما اتى بكعب بن سور قال:زعمتم انما خرج معهم السفهاء، و هذا الحبرقد ترون و اتى على عبد الرحمن بن عتاب فقال:هذا يعسوب القوم- يقول الذى كانوا يطيفونبه- يعنى انهم قد كانوا اجتمعوا عليه، ورضوا به لصلاتهم و جعل على كلما مر برجلفيه خير قال: زعم من زعم انه لم يخرج إليناالا الغوغاء، هذا العابد المجتهد و صلىعلى قتلاهم من اهل البصره، و على قتلاهم مناهل الكوفه، و صلى على قريش من هؤلاء وهؤلاء، فكانوا مدنيين و مكيين، و دفن علىالاطراف في قبر عظيم، و جمع ما كان فيالعسكر من شيء، ثم بعث به الى مسجدالبصره، ان من عرف شيئا فليأخذه، الاسلاحا كان في الخزائن عليه سمه السلطان،فانه لما بقي لم يعرف، خذوا ما اجلبوا بهعليكم من مال الله عز و جل، لا يحل لمسلم