سنه 36
أخذ على البيعه على الناس و خبر زياد بنابى سفيان و عبد الرحمن بن ابى بكره
و كان في البيعه: عليك عهد الله و ميثاقهبالوفاء لتكونن لسلمنا سلما، و لحربناحربا، و لتكفن عنا لسانك و يدك و كان زيادبن ابى سفيان ممن اعتزل و لم يشهد المعركة،قعد و كان في بيت نافع بن الحارث، و جاء عبدالرحمن ابن ابى بكره في المستأمنين مسلمابعد ما فرغ على من البيعه، فقال له على:
و عمك المتربص المقاعد بي! فقال: و الله ياامير المؤمنين، انه لك لواد، و انه علىمسرتك لحريص، و لكنه بلغنى انه يشتكى،فاعلم لك علمه ثم آتيك.
و كتم عليا مكانه حتى استامره، فأمره انيعلمه فاعلمه، فقال على: امش امامى فاهدنياليه، ففعل، فلما دخل عليه قال: تقاعدتعنى، و تربصت- و وضع يده على صدره، و قال:هذا وجع بين- فاعتذر اليه زياد، فقبل عذرهو استشاره و اراده على على البصره، فقال:رجل من اهل بيتك يسكن اليه الناس، فانهاجدر ان يطمئنوا او ينقادوا، و سأكفيكه وأشير عليه.
فافترقا على ابن عباس، و رجع على الىمنزله.
تأمير ابن عباس على البصره و توليه زيادالخراج
و امر ابن عباس على البصره، و ولى زيادالخراج و بيت المال، و امر ابن عباس انيسمع منه، فكان ابن عباس يقول: استشرته عندهنه كانت من الناس، فقال: ان كنت تعلم انكعلى الحق، و ان من خالفك على الباطل، اشرتعليك بما ينبغى، و ان كنت لا تدرى، اشرتعليك بما ينبغى كذلك.
فقلت: انى على الحق، و انهم على الباطل،فقال: اضرب بمن أطاعك من عصاك و من تركامرك، فان كان أعز للإسلام و اصلح له انيضرب عنقه فاضرب عنقه فاستكتبته، فلما ولىرايت ما صنع، و علمت انه قد اجتهد لي رايه،و اعجلت السبئيه عليا عن المقام، وارتحلوا بغير اذنه،