سنه 36
قال هشام: عن ابى مخنف، قال: حدثنى الحارثبن كعب الوالبى، عن ابيه، قال: كنت مع محمدبن ابى بكر حين قدم مصر، فلما قدم قرأعليهم عهده:
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد عبدالله على امير المؤمنين، الى محمد بن ابىبكر حين ولاه مصر، و امره بتقوى الله والطاعة في السر و العلانية، و خوف الله عزو جل في الغيب و المشهد، و باللين علىالمسلمين، و بالغلظه على الفاجر، و بالعدلعلى اهل الذمة، و بانصاف المظلوم، وبالشدة على الظالم، و بالعفو عن الناس، وبالإحسان ما استطاع، و الله يجزىالمحسنين، و يعذب المجرمين و امره ان يدعومن قبله الى الطاعة و الجماعه، فان لهم فيذلك من العاقبه و عظيم المثوبه ما لايقدرون قدره، و لا يعرفون كنهه، و امره انيجبى خراج الارض على ما كانت تجبى عليه منقبل، لا ينتقص منه و لا يبتدع فيه، ثميقسمه بين اهله على ما كانوا يقسمون عليهمن قبل، و ان يلين لهم جناحه، و ان يواسىبينهم في مجلسه و وجهه، و ليكن القريب والبعيد في الحق سواء و امره ان يحكم بينالناس بالحق، و ان يقوم بالقسط، و لا يتبعالهوى، و لا يخف في الله عز و جل لومه لائم،فان الله جل ثناؤه مع من اتقى و آثر طاعته وامره على ما سواه و كتب عبيد الله بن ابىرافع مولى رسول الله (ص) لغره شهر رمضان.
قال: ثم ان محمد بن ابى بكر قام خطيبا،فحمد الله و اثنى عليه، ثم قال: الحمد للهالذى هدانا و إياكم لما اختلف فيه من الحق،و بصرنا و إياكم كثيرا مما عمى عنهالجاهلون الا ان امير المؤمنين و لانىأموركم، و عهد الى ما قد سمعتم، و أوصانيبكثير منه مشافهة، و لن آلوكم خيرا مااستطعت، «و ما توفيقي الا بالله عليهتوكلت و اليه انيب»، فان يكن ما ترون منامارتى و أعمالي طاعه لله و تقوى، فاحمدواالله عز و جل على ما كان