سنه 36
بهم، ففعل ذلك معاويه، و كان اهل الشام-فيما كتب الى السرى يذكر ان شعيبا حدثه عنسيف، عن محمد و طلحه- لما قدم عليهمالنعمان بن بشير بقميص عثمان رضى الله عنه-الذى قتل فيه مخضبا بدمه و بأصابع نائلهزوجته مقطوعه بالبراجم، اصبعان منها وشيء من الكف، و اصبعان مقطوعتان منأصولهما و نصف الابهام- وضع معاويه القميصعلى المنبر، و كتب بالخبر الى الأجناد، وثاب اليه الناس، و بكوا سنه و هو علىالمنبر و الأصابع معلقة فيه، و آلى الرجالمن اهل الشام الا يأتوا النساء، و لا يمسهمالماء للغسل الا من احتلام، و لا ينامواعلى الفرش حتى يقتلوا قتله عثمان، و من عرضدونهم بشيء او تفنى ارواحهم فمكثوا حولالقميص سنه، و القميص يوضع كل يوم علىالمنبر و يجلله أحيانا فيلبسه و علق فياردانه أصابع نائله رضى الله عنها فلماقدم جرير بن عبد الله على على- فيما حدثنىعمر بن شبه، قال:
حدثنا ابو الحسن، عن عوانه- فاخبره خبرمعاويه و اجتماع اهل الشام معه على قتاله،و انهم يبكون على عثمان، و يقولون: ان علياقتله، و آوى قتلته، و انهم لا ينتهون عنهحتى يقتلهم او يقتلوه فقال الاشتر لعلى:
قد كنت نهيتك ان تبعث جريرا، و اخبرتكبعداوته و غشه، و لو كنت بعثتني كان خيرامن هذا الذى اقام عنده حتى لم يدع بابايرجو فتحه الا فتحه، و لا بابا يخاف منهالا اغلقه فقال جرير: لو كنت ثم لقتلوك،لقد ذكروا انك من قتله عثمان رضى الله عنه،فقال الاشتر: لو أتيتهم و الله يا جرير لميعينى جوابهم، و لحملت معاويه على خطهاعجله فيها عن الفكر، و لو أطاعني فيك اميرالمؤمنين لحبسك و اشباهك في محبس لاتخرجون منه حتى تستقيم هذه الأمور.
فخرج جرير بن عبد الله الى قرقيسياء، وكتب الى معاويه، فكتب اليه يأمره بالقدومعليه و خرج امير المؤمنين فعسكر بالنخيلة،و قدم عليه عبد الله بن عباس بمن نهض معه مناهل البصره