سنه 17
رجلا هبط واديا له عدوتان: إحداهما خصبه والاخرى جدبه، ا ليس يرعى من رعى الجدبهبقدر الله، و يرعى من رعى الخصبه بقدرالله! ثم قال: لو غيرك يقول هذا يا أباعبيده! ثم خلا به بناحيه دون الناس، فبيناالناس على ذلك إذ اتى عبد الرحمن بن عوف- وكان متخلفا عن الناس لم يشهدهم بالأمس-فقال: ما شان الناس؟ فاخبر الخبر، فقال:عندي من هذا علم، فقال: عمر: فأنت عندناالامين المصدق، فما ذا عندك؟
قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: إذا سمعتمبهذا الوباء ببلد فلا تقدموا عليه، و إذاوقع و أنتم به فلا تخرجوا فرارا منه، و لايخرجنكم الا ذلك، فقال عمر: فلله الحمد!انصرفوا ايها الناس، فانصرف بهم.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمه عن محمدبن إسحاق، عن ابن شهاب الزهري، عن عبد اللهبن عامر بن ربيعه و سالم بن عبد الله بنعمر، انهما حدثاه ان عمر انما رجع بالناسعن حديث عبد الرحمن بن عوف، فلما رجع عمررجع عمال الأجناد الى اعمالهم و اما سيف،فانه روى في ذلك ما كتب به الى السرى، عنشعيب، عن سيف، عن ابى حارثة و ابى عثمان والربيع، قالوا: وقع الطاعون بالشام و مصر والعراق، و استقر بالشام، و مات فيه الناسالذين هم في كل الأمصار في المحرم و صفر، وارتفع عن الناس و كتبوا بذلك الى عمر ماخلا الشام، فخرج حتى إذا كان منها قريبابلغه انه أشد ما كان، فقال و قال الصحابه:
قال رسول الله (ص): إذا كان بأرض وباء فلاتدخلوها، و إذا وقع بأرض و أنتم بها فلاتخرجوا منها، فرجع حتى ارتفع عنها، وكتبوا بذلك اليه و بما في ايديهم منالمواريث، فجمع الناس في جمادى الاولى سنهسبع عشره، فاستشارهم في البلدان، فقال:انى قد بدا لي ان اطوف على المسلمين فيبلدانهم لانظر في آثارهم، فأشيروا على- وكعب الاحبار