سنه 36
فادعه الى المبارزه، فقال: الى مبارزتي اومبارزتك؟ فقال له الاشتر: لو امرتكبمبارزته فعلت؟ قال: نعم، و الله لو أمرتنيان اعترض صفهم بسيفي ما رجعت ابدا حتى اضرببسيفي في صفهم، قال له الاشتر: يا بن أخي،اطال الله بقاءك! قد و الله ازددت رغبهفيك، لا امرتك بمبارزته، انما امرتك انتدعوه الى مبارزتي، انه لا يبرز ان كان ذلكمن شانه الا لذوي الأسنان و الكفاءة والشرف، و أنت- لربك الحمد- من اهل الكفاءة والشرف، غير انك فتى حدث السن، فليس بمبارزالاحداث، و لكن ادعه الى مبارزتي فأتاهفنادى: آمنونى فانى رسول فأومن، فجاء حتىانتهى الى ابى الأعور.
قال ابو مخنف: فحدثني النضر بن صالح ابوزهير العبسى، قال:
حدثنى سنان، قال: فدنوت منه فقلت: انالاشتر يدعوك الى مبارزته.
قال: فسكت عنى طويلا ثم قال: ان خفه الاشترو سوء رايه هو حمله على اجلاء عمال ابنعفان رضى الله عنه من العراق، و انتزاؤهعليه يقبح محاسنه، و من خفه الاشتر و سوءرايه ان سار الى ابن عفان رضى الله عنه فيداره و قراره حتى قتله فيمن قتله، فاصبحمتبعا بدمه، الا لا حاجه لي في مبارزته.
قال: قلت: انك قد تكلمت، فاسمع حتى اجيبك،فقال: لا، لا حاجه لي في الاستماع منك و لافي جوابك، اذهب عنى فصاح بي اصحابهفانصرفت عنه، و لو سمع الى لأخبرته بعذرصاحبي و حجته فرجعت الى الاشتر، فاخبرتهانه قد ابى المبارزه، فقال: لنفسه نظر،فواقفناهم حتى حجز الليل بيننا و بينهم، وبتنا متحارسين، فلما أصبحنا نظرنا فإذاالقوم قد انصرفوا من تحت ليلتهم، و يصبحناعلى بن ابى طالب غدوه فقدم الاشتر فيمن كانمعه في تلك المقدمه حتى انتهى الى معاويه،فواقفه، و جاء على في اثره فلحق بالأشترسريعا، فوقف و تواقفوا طويلا.
ثم ان عليا طلب موضعا لعسكره، فلما وجدهامر الناس فوضعوا الاثقال، فلما فعلوا ذهبشباب الناس و غلمتهم يستقون، فمنعهم اهلالشام فاقتتل الناس على الماء، و قد كانالاشتر قال له قبل ذلك: ان القوم قد سبقواالى الشريعه و الى سهوله الارض و سعهالمنزل، فان رايت سرنا نجوزهم