سنه 36
دعاء على معاويه الى الطاعة و الجماعه
قال ابو مخنف: حدثنى عبد الملك بن ابى حرهالحنفي، ان عليا قال:
هذا يوم نصرتم فيه بالحمية، و جاء الناسحتى أتوا عسكرهم، فمكث على يومين لا يرسلالى معاويه أحدا، و لا يرسل اليه معاويه ثمان عليا دعا بشير بن عمرو بن محصنالأنصاري، و سعيد بن قيس الهمدانى، و شبثبن ربعي التميمى، فقال: ائتوا هذا الرجلفادعوه الى الله و الى الطاعة و الجماعه،فقال له شبث بن ربعي: يا امير المؤمنين،الا تطمعه في سلطان توليه اياه، و منزلهيكون له بها اثره عندك ان هو بايعك؟ فقالعلى: ائتوه فالقوه و احتجوا عليه، و انظرواما رايه- و هذا في أول ذي الحجه- فاتوه، ودخلوا عليه، فحمد الله و اثنى عليه ابوعمره بشير بن عمرو، و قال: يا معاويه، انالدنيا عنك زائله، و انك راجع الى الآخرة،و ان الله عز و جل محاسبك بعملك، و جازيكبما قدمت يداك، و انى أنشدك الله عز و جل انتفرق جماعه هذه الامه، و ان تسفك دماءهابينها! فقطع عليه الكلام، و قال:
هلا اوصيت بذلك صاحبك؟ فقال ابو عمره: انصاحبي ليس مثلك، صاحبي أحق البريه كلهابهذا الأمر في الفضل و الدين و السابقه فيالاسلام، و القرابة من الرسول (ص) قال:فيقول ما ذا؟ قال:
يأمرك بتقوى الله عز و جل، و اجابه ابن عمكالى ما يدعوك اليه من الحق، فانه اسلم لكفي دنياك، و خير لك في عاقبه امرك قالمعاويه: و نطل دم عثمان رضى الله عنه! لا والله لا افعل ذلك ابدا فذهب سعيد بن قيسيتكلم، فبادره شبث بن ربعي، فتكلم فحمدالله و اثنى عليه، و قال: يا معاويه، انى قدفهمت ما رددت على ابن محصن، انه و الله لايخفى علينا ما تغزو و ما تطلب، انك لم تجدشيئا تستغوى به الناس و تستميل بهاهواءهم، و تستخلص به طاعتهم، الا قولك:قتل امامكم مظلوما، فنحن نطلب بدمه،فاستجاب