سنه 36
قال ابو مخنف: حدثنى عبد الله بن عاصمالفائشى، قال: حدثنى رجل من قومى ان الاشترخرج يوما يقاتل بصفين في رجال من القراء، ورجال من فرسان العرب، فاشتد قتالهم، فخرجعلينا رجل و الله لقلما رايت رجلا قط هواطول و لا اعظم منه فدعا الى المبارزه، فلميخرج اليه احد الا الاشتر، فاختلفاضربتين، فضربه الاشتر، فقتله، و ايم اللهلقد كنا أشفقنا عليه، و سالناه الا يخرجاليه، فلما قتله الاشتر نادى مناد مناصحابه:
يا سهم سهم ابن ابى العيزار
يا خير مننعلمه من زار
يا خير مننعلمه من زار
يا خير مننعلمه من زار
و زاره: حي من الأزد، و قال: اقسم باللهلاقتلن قاتلك او ليقتلني، فخرج فحمل علىالاشتر، و عطف عليه الاشتر فضربه، فإذا هوبين يدي فرسه، و حمل عليه اصحابهفاستنقذوه جريحا، فقال ابو رفيقه الفهمي:
هذا كان نارا، فصادف اعصارا، و اقتتلالناس ذا الحجه كله، فلما انقضى ذو الحجهتداعى الناس الى ان يكف بعضهم عن بعضالمحرم، لعل الله ان يجرى صلحا اواجتماعا، فكف بعضهم عن بعض