سنه 17
ذلك عمر، كتب الى ابى عبيده ليستخرجه منه:ان سلام عليك، اما بعد، فانه قد عرضت ليإليك حاجه اريد ان اشافهك فيها، فعزمتعليك إذا نظرت في كتابي هذا الا تضعه منيدك حتى تقبل الى قال: فعرف ابو عبيده انهانما اراد ان يستخرجه من الوباء، قال: يغفرالله لأمير المؤمنين! ثم كتب اليه: يا اميرالمؤمنين، انى قد عرفت حاجتك الى، و انى فيجند من المسلمين لا أجد بنفسي رغبه عنهم،فلست اريد فراقهم حتى يقضى الله في و فيهمامره و قضاءه، فحللنى من عزمتك يا اميرالمؤمنين، و دعني في جندى فلما قرأ عمرالكتاب بكى، فقال الناس: يا اميرالمؤمنين، ا مات ابو عبيده؟ قال: لا، و كانقد قال: ثم كتب اليه: سلام عليك، اما بعد،فإنك انزلت الناس أرضا غمقه، فارفعهم الىارض مرتفعه نزهه فلما أتاه كتابه دعانىفقال: يا أبا موسى، ان كتاب امير المؤمنينقد جاءني بما ترى، فاخرج فارتد للناسمنزلا حتى اتبعك بهم، فرجعت الى منزليلارتحل، فوجدت صاحبتي قد أصيبت، فرجعتاليه، فقلت له: و الله لقد كان في اهلى حدث،فقال: لعل صاحبتك أصيبت! قلت: نعم، قال:فامر ببعيره فرحل له، فلما وضع رجله فيغرزه طعن، فقال: و الله لقد اصبت ثم ساربالناس حتى نزل الجابية، و رفع عن الناسالوباء.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمه، عن محمدبن إسحاق، عن ابان بن صالح، عن شهر بن حوشبالأشعري، عن رابه- رجل من قومه، و كان قدخلف على أمه بعد ابيه، كان شهد طاعونعمواس- قال: لما اشتعل الوجع قام ابو عبيدهفي الناس خطيبا، فقال: ايها الناس، ان هذاالوجع رحمه بكم و دعوه نبيكم محمد (ص)، وموت الصالحين قبلكم، و ان أبا عبيده يسالالله ان يقسم له منه حظه فطعن فمات،