سنه 17
و استخلف على الناس معاذ بن جبل قال: فقامخطيبا بعده، فقال:
ايها الناس، ان هذا الوجع رحمه ربكم، ودعوه نبيكم و موت الصالحين قبلكم، و انمعاذا يسال الله ان يقسم لال معاذ منهحظهم، فطعن ابنه عبد الرحمن بن معاذ، فماتثم قام فدعا به لنفسه، فطعن في راحته، فلقدرايته ينظر إليها ثم يقبل ظهر كفه، ثميقول: ما أحب ان لي بما فيك شيئا من الدنيا،فلما مات استخلف على الناس عمرو بن العاص،فقام خطيبا في الناس، فقال: ايها الناس، انهذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعالالنار، فتجبلوا منه في الجبال فقال ابووائله الهذلي: كذبت، و الله لقد صحبت رسولالله (ص) و أنت شر من حمارى هذا! قال: و اللهما ارد عليك ما تقول، و ايم الله لا نقيمعليه ثم خرج و خرج الناس فتفرقوا، و رفعهالله عنهم قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب منراى عمرو بن العاص، فو الله ما كرهه.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمه، عن ابنإسحاق، عن رجل، عن ابى قلابة عبد الله بنزيد الجرمي، انه كان يقول: بلغنى هذا منقول ابى عبيده و قول معاذ بن جبل: ان هذاالوجع رحمه بكم و دعوه نبيكم، و موتالصالحين قبلكم، فكنت اقول: كيف دعا بهرسول الله (ص) لامته، حتى حدثنى بعض من لااتهم عن رسول الله انه سمعه منه، و جاءهجبريل (ع) فقال: ان فناء أمتك يكون بالطعناو الطاعون، فجعل رسول الله (ص) يقول: اللهمفناء الطاعون! فعرفت انها التي كان قال ابوعبيده و معاذ.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمه، عن محمدبن إسحاق، قال: و لما انتهى الى عمر مصابابى عبيده و يزيد بن ابى سفيان، امر معاويهابن ابى سفيان على جند دمشق و خراجها، وامر شرحبيل بن حسنه على جند الأردن وخراجها.
و اما سيف، فانه زعم ان طاعون عمواس كان فيسنه سبع عشره