سنه 16
على شيء، و وجدهم قد ضموا السفن،فأقاموا ببهرسير أياما من صفر يريدونه علىالعبور فيمنعه الإبقاء على المسلمين، حتىأتاه اعلاج فدلوه على مخاضه تخاض الى صلبالوادى، فأبى و تردد عن ذلك، و فجئهم المد،فراى رؤيا، ان خيول المسلمين اقتحمتهافعبرت و قد اقبلت من المد بأمر عظيم، فعزملتاويل رؤياه على العبور، و في سنه جودصيفها متتابع فجمع سعد الناس، فحمد الله واثنى عليه، و قال: ان عدوكم قد اعتصم منكمبهذا البحر، فلا تخلصون اليه معه، و هميخلصون إليكم إذا شاءوا، فيناوشونكم فيسفنهم، و ليس وراءكم شيء تخافون ان تؤتوامنه، فقد كفاكموهم اهل الأيام، و عطلواثغورهم، و أفنوا ذادتهم، و قد رايت منالرأي ان تبادروا جهاد العدو بنياتكم قبلان تحصركم الدنيا الا انى قد عزمت على قطعهذا البحر اليهم فقالوا جميعا: عزم اللهلنا و لك على الرشد، فافعل.
فندب سعد الناس الى العبور، و يقول: منيبدأ و يحمى لنا الفراض حتى تتلاحق بهالناس لكيلا يمنعوهم من الخروج؟ فانتدب لهعاصم بن عمرو ذو الباس، و انتدب بعدهستمائه من اهل النجدات، فاستعمل عليهمعاصما، فسار فيهم حتى وقف على شاطئ دجلة، وقال: من ينتدب معى لنمنع الفراض من عدوكم ولنحميكم حتى تعبروا؟ فانتدب له ستون، منهمأصم بنى ولاد و شرحبيل، في أمثالهم،فجعلهم نصفين على خيول إناث و ذكوره،ليكون أساسا لعوم الخيل ثم اقتحموا دجلة،و اقتحم بقية الستمائة على أثرهم، فكانأول من فصل من الستين أصم التيم، و الكلج،و ابو مفزر، و شرحبيل، و جحل العجلى، ومالك بن كعب الهمدانى، و غلام من بنىالحارث بن كعب، فلما رآهم الأعاجم و ماصنعوا أعدوا للخيل التي تقدمت سعدا مثلها،فاقتحموا عليهم دجلة، فاعاموها اليهم،فلقوا عاصما في السرعان، و قد دنا منالفراض، فقال عاصم: الرماح الرماح!اشرعوها و توخوا العيون، فالتقوافاطعنوا، و توخى المسلمون عيونهم، فولوانحو الجد، و المسلمون يشمصون بهم خيلهم،ما يملك رجالها منع