سنه 17
نزل الهرمزان رامهرمز و ضاقت عليهالاهواز و المسلمون حلال فيها فيما بينيديه، طلب الصلح، و راسل حرقوصا و جزءا فيذلك، فكتب فيه حرقوص الى عمر، فكتب اليهعمر و الى عتبة، يأمره ان يقبل منه على مالم يفتحوا منها على رامهرمز و تستر و السوسو جندى سابور، و البنيان و مهرجانقذق،فأجابهم الى ذلك، فأقام أمراء الاهواز علىما اسند اليهم، و اقام الهرمزان على صلحهيجبى اليهم و يمنعونه، و ان غاوره اكرادفارس اعانوه و ذبوا عنه.
و كتب عمر الى عتبة ان اوفد على وفدا منصلحاء جند البصره عشره، فوفد الى عمرعشره، فيهم الأحنف فلما قدم على عمر قال:انك عندي مصدق، و قد رايتك رجلا، فأخبرني اان ظلمت الذمة، المظلمة نفروا أم لغيرذلك؟ فقال: لا بل لغير مظلمه، و الناس علىما تحب قال:
فنعم إذا! انصرفوا الى رحالكم فانصرفالوفد الى رحالهم، فنظر في ثيابهم فوجدثوبا قد خرج طرفه من عيبه فشمه، ثم قال: لمنهذا الثوب منكم؟
قال الأحنف: لي، قال: فبكم أخذته؟ فذكرثمنا يسيرا، ثمانية او نحوها، و نقص مماكان اخذه به- و كان قد اخذه باثنى عشر- قال:فهلا بدون هذا، و وضعت فضلته موضعا تغنى بهمسلما! حصوا وضعوا الفضول مواضعها تريحواانفسكم و أموالكم، و لا تسرفوا فتخسرواانفسكم و أموالكم، ان نظر امرؤ لنفسه و قدملها يخلف له و كتب عمر الى عتبة ان اعزبالناس عن الظلم، و اتقوا و احذروا ان يدالعليكم لغدر يكون منكم او بغى، فإنكم انماادركتم بالله ما ادركتم على عهد عاهدكمعليه، و قد تقدم إليكم فيما أخذ عليكم.
فأوفوا بعهد الله، و قوموا على امره يكنلكم عونا و ناصرا.
و بلغ عمر ان حرقوصا نزل جبل الاهواز والناس يختلفون اليه، و الجبل كئود يشق علىمن رامه فكتب اليه: بلغنى انك نزلت منزلاكئودا لا تؤتى فيه الا على مشقة، فاسهل ولا تشق على مسلم و لا معاهد، و قم في امركعلى رجل تدرك الآخرة و تصف لك الدنيا، و لاتدركنك فتره و لا عجله، فتكدر دنياك، وتذهب آخرتك